أعلن السبت الماضي بالرباط، عن مبادرة جديدة لتأسيس إئتلاف وطني من أجل اللغة العربية، واعتبر القائمون وراء المبادرة، أن الائتلاف يأتي «تتويجا للجهود المتراكمة والمبادرات المختلفة في مجال حماية اللغة العربية من الخروقات والتجاوزات والاختلالات التي تتنكر لطابعها الرسمي، ولالتزامات الدولة بحمايتها وتطويرها». وقال فؤاد بوعلي، رئيس اللجنة التحضيرية للإئتلاف، «جئنا اليوم لنعلن ميلاد منسقية شعبية تضم الجمعيات والمؤسسات والشخصيات والاتحادات وكل المكونات التي تؤمن بقضية اللغة العربية في مستوياتها المختلفة، منها العلمية والمجتمعية والبحثية والقانونية»، وقال بوعلي أن بالتكتل سيتحقق المراد. وأفاد بوعلي بأن الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، يأتي «جوابا عن أسئلة المرحلة التي تفترض لم شمل كل فئات المجتمع ونخبه المتنوعة وتياراته المتعددة، في إطار يدافع عن العربية لغة وهوية وتنمية وعمقا استراتيجيا». ومن المرتقب أن يعقد المؤتمر التأسيسي للإئتلاف في الأيام المقبلة، وعلمت «التجديد» أن عدد الجمعيات التي عبرت عن رغبتها في الاشتغال في إطار الإئتلاف، بلغت إلى حدود أول أمس السبت، حوالي خمسون جمعية من جمعيات المجتمع المدني بمختلف المدن المغربية، وسيعمد الائتلاف إلى إنشاء «المرصد الوطني لحماية اللغة العربية وتطويرها وتنمية استعمالها»، لإعداد التقارير حول خروقات الطابع الرسمي للعربية ومراقبة مؤشرات التزام الدولة بحمايتها. «التجديد» تقدم هذا الملف، للتعريف بالإئتلاف وبأهدافه ومجالات الاشتغال ووسائل العمل ومكونات الإئتلاف، وكذا المواقف من عدد من القضايا المرتبطة بالشأن اللغوي بالمغرب. ديباجة يأتي الإعلان عن هذا الائتلاف، تتويجا للجهود المتراكمة والمبادرات المختلفة في مجال حماية اللغة العربية من الخروقات والتجاوزات والاختلالات التي تتنكر لطابعها الرسمي، ولالتزامات الدولة بحمايتها وتطويرها أو تعوق تنمية استعمالها من جهة، ويأتي من جهة ثانية في سياق دعم جهود النهوض بها وتطويرها وتنمية استعمالها خاصة في المجالات العلمية والتقنية والمهنية وكذا بغرض الاضطلاع بدورها الريادي في خدمة الإسلام، ولتعزيز إسهامها بوصفها عنصر تلاحم بين مكونات الهوية الحضارية للمغرب، وفي سياق توحيد وتجميع وتكتيل العاملين لتفعيل الطابع الرسمي للغة العربية وتنزيل 50 سنة من الإقرار الدستوري على رسمية اللغة العربية منذ 1962، وبهدف استكمال إدماجها في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والإدارة والاقتصاد والحياة العامة ويعتبر الائتلاف المغربي من أجل اللغة العربية تعبيرا عن حاجة أكاديمية ومجتمعية ترمي إلى النهوض بواقع العربية علما وتعليما وممارسة. وقد تأسس الائتلاف ليس في وجه لغات أخرى أو لمحاربة استعمالات لغوية معينة بل لإعادة الاعتبار للغة الضاد وتنفيذا للمقتضيات الدستورية الجديدة والمساهمة الفعالة في أجرأتها وتنزيلها. فليس من المعقول ولا من المنطقي أن تظل لغة الدستور والقرآن حبيسة الكتب القديمة والخطابات الأدبية بعيدة عن الواقع العلمي والمهني للأمة. لهذا يعد الائتلاف مبادرة تجمع كل الغيورين والمختصين والباحثين من مختلف التخصصات والتوجهات والانتماءات من أجل النهوض باللغة العربية والإعلاء من شأنها وتنمية دورها والعمل على استخدامها في كافة الإدارات والمرافق والقطاعات الإنتاجية، والكشف عن قدراتها التعبيرية في شتى الميادين، إضافة إلى إبراز مكانتها في المجتمع المغربي ونشر الوعي بأهميتها. وكذا العمل على التطوير المطرد للغة العربية على مستوى متنها وأدواتها ومواردها اللغوية العصرية، ودراسة مختلف التحديات التي تواجهها في وطنها والكشف عن المخاطر التي تهددها. الائتلاف.. التعريف والأهداف تعريف الائتلاف الائتلاف المغربي من أجل اللغة العربية منسقية شعبية أهلية مدنية وغير حكومية تسعى إلى التنسيق بين مختلف الفاعلين والمؤمنين بدور العربية في ترسيخ الانتماء الحضاري والديني للشعب المغربي وتعبيرها عن لحمته الاجتماعية والثقافية وقدرتها على نقله نحو مجتمع المعرفة المنشود. ويسعى اساسا إلى خدمة العربية ضمن المقاربة الدستورية وفي نطاق التوافق الوطني الذي انجز سياسة لغوية تعتز بالعربية التي « تظل اللغة الرسمية للمغرب» وتثمن الإنجاز الوطني للأمازيغية التي تعتبر «رصيدا مشتركا لجميع المغاربة» وتقدمه شريكا لتجسيد هذا التوافق وترجمته في المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية الذي سيحدث للقيام أساسا بحماية وتطوير اللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية، ومختلف التعبيرات الثقافية المغربية، تراثا أصيلا وإبداعا معاصرا. أهداف الائتلاف وفي هذا الصدد يسعى الائتلاف إلى تحقيق الأهداف التالية: أولا: في مجال تفعيل الطابع الرسمي للعربية 1. تفعيل المبادرة المدنية في مجال الديمقراطية التشاركية 2. تفعيل مقتضيات المبادرة الشعبية في مجال التشريع والرقابة في محال السياسة اللغوية 3. التنزيل الدستوري للسياسة اللغوية وتفعيل الطابع الرسمي للغة العربية على أرض الواقع؛ 4. حث المسؤولين على تطبيق القوانين والمناشير المتعلقة بالطابع الرسمي للغة العربية؛ 5. العمل على استصدار القوانين التي تحمي اللغة العربية من التجاوزات المشينة وعلى إحداث مؤسسات متخصصة لتدبير شؤونها. ثانيا : في مجال الحماية 1. رصد التجاوزات والخروقات للطابع الرسمي في الإدارة والتعليم والإقتصاد والإعلام ومختلف مجالات الحياة العامة والكشف عن المسؤولين عنها وتفعيل التدابير القانونية لإنهائها؛ 2. وضع آليات لمراقبة التزامات الدولة بحماية اللغة العربية باعتبارها لغة رسمية ؛ 3. تعزيز وحماية العربية في الوطن مع ما يتبع ذلك من خطوات قانونية ومدنية. 4. التنسيق والتعاون والشراكة بين مختلف الفاعلين في مجال الدفاع عن العربية من باحثين وجمعيات ومؤسسات غير حكومية. ثالثا : في مجال التطوير وتنمية الاستعمال 1. إبراز مكانة اللغة العربية في المجتمع المغربي ونشر الوعي بأهميتها وإعادة الاعتبار لها باعتبارها مقوما وجوديا وهوياتيا. 2. الحث على استخدام اللغة العربية في كافة الإدارات والمرافق العامة والقطاعات الإنتاجية. 3. تدارس مختلف التحديات التي تواجه اللغة العربية والكشف عن المخاطر التي تهددها . 4. المساهمة العلمية في تنمية دور اللغة العربية والكشف عن قدراتها التعبيرية في شتى الميادين. 5. التنسيق مع المؤسسات الوطنية والدولية في ميدان العربية دفاعا وتعليما وبحثا وتطبيقا. 6. إيجاد فضاء للتعاون العلمي والثقافي والتربوي بين المهتمين بالشأن اللغوي والتواصل مع كافة المؤسسات ذات الاهتمام المشترك. مجالات اشتغال الائتلاف - المجال الأكاديمي والتربوي: من خلال تشجيع البحوث العلمية في العربية وقضاياها المختلفة وعقد ملتقيات بحثية لمناقشتها وكذا تطوير طرق التدريس ومناهجه، وتشجيع التدريس بالعربية باعتبارها لغة المعرفة والتنمية.. - المجال الإعلامي والثقافي: من خلال التعريف بقدرات العربية التعبيرية ودورها الحضاري والمعرفي وعمقها الاستراتيجي وتفعيل الجمعيات للقيام بدورها التوعوي والتثقيفي . - المجال الحقوقي والقانوني: من خلال تشجيع الحكومة والمسؤولين والفرق البرلمانية على التقدم في مسار تنزيل مقتضيات النص الدستوري. وسائل عمل الائتلاف - تنظيم ندوات ولقاءات متخصصة، وعقد محاضرات عامة ودورات تكوينية لتعليم اللغة العربية للراغبين فيها أفرادا ومؤسسات. - التعاون في مجال تنمية اللغة العربية وحمايتها مع الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والجمعيات التي لها الأهداف نفسها على المستويين الوطني والدولي. - إبرام اتفاقيات وعقد شراكات مع الجهات العلمية المتخصصة والمجالس المنتخبة والسلطات المحلية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني من أجل استعمال اللغة العربية في الفضاءات المختلفة. - إصدار الكتب والنشرات التي تعنى بخدمة اللغة العربية دراسة واستعمالا. - إنشاء دوريات خاصة وموقع على الأنترنت باسم الائتلاف يتابع وضع العربية بالمغرب وسبل النهوض بها. - إحداث المرصد الوطني لحماية اللغة العربية وتطويرها وتنمية استعمالها لإعداد التقارير حول خروقات الطابع الرسمي للعربية ومراقبة مؤشرات التزام الدولة بحمايتها. مكونات الائتلاف - الجمعيات: لغوية أو ثقافية أو اجتماعية أو تنموية - المؤسسات غير الحكومية: اتحادات الكتاب ومراكز البحث والدراسات.. - الشخصيات العلمية: المثقفون والعلماء والإعلاميون.. - الشخصيات السياسية والحقوقية: النشطاء الحقوقيون والسياسيون ورموز الحركة الوطنية والإسلامية - الفاعلون: فعاليات مدنية ومجتمعية مختلفة هيكلة الائتلاف تتشكل هيكلة الائتلاف من - منسق وطني - منسقية الائتلاف - المجلس الوطني للائتلاف