علمت «التجديد» من مصادر، أن اثنين من مراقبي شركة «سيتي باص» التي حلت محل الوكالة المستقلة للنقل الحضري بفاس اعتقلا أول أمس، ورجحت المصادر، أن يكون سبب الاعتقال راجعا إلى اتهامات لطلبة أكدوا تعرضهم للتهديد باستعمال السلاح الأبيض من طرف مراقبين بالشركة في الحافلة التي تربط بين باب الفتوح والمركب الجامعي ظهر المهراز الخميس الماضي، وهو ما نفاه محمد مطيع مدير الشركة في تصريح ل»التجديد»، إذ أكد أن الاعتقال جاء على خلفية السكر العلني، وقال إن المراقبين يتحملون مسؤولية التهمة التي وجهت إليهم ولا علاقة للشركة بها، مضيفا أن الشركة ستقوم بطرد العاملين بما يتماشى مع قانون الشغل المنظم. وعن حادث تعرض الطلبة إلى الاعتداء من طرف المراقبين، أوضح المتحدث، أن الخبر عار من الصحة، والحقيقة أن بعض الطلبة عرقلوا سير الحافلات ورفضوا اقتناء التذاكر قبل أن يتدخل مجموعة من المراقبين لتأدية مهامهم دون حدوث أي تجاوز، مشيرا إلى أن الشركة وجهت شكاية في الموضوع إلى ولاية الأمن كي تأخذ العدالة مجراها، ومبرزا أن الشركة تعطي تعليماتها إلى العمال والمستخدمين بحسن التصرف مع الركاب والتعامل معهم باحترام، وقال إن المراقبين -في كثير من المرات- تعرضوا إلى الاعتداء من لدن الركاب الذين لا يؤدون واجب التنقل في الحافلة، مضيفا أنه تم اعتقال أربع طلبة مؤخرا ينحدرون من منطقة «السخينات» قبل أن تتدخل الإدارة لدى المراقب صاحب الدعوى للتنازل. وكانت مصادر طلابية، قد أكدت في وقت سابق، أن ركاب الخط المباشر بين باب الفتوح والمركب الجامعي ظهر المهراز عاشوا «جحيما» بعد أن أوقف خمسة أشخاص للحافلة أمام الفندق الأمريكي وهم يحملون بطاقة «مراقب»، وشرعوا في تهديد الطلبة الذين تزعموا الاحتجاجات على خدمات الشركة باستعمال السلاح الأبيض، وقاموا بحجز بطائق انخراط الطلبة وأموال بعضهم، قبل أن يتم إرجاعها إلى أصحابها في اليوم الموالي إثر تصاعد احتجاجات الطلبة، ويتداول شريط يضم تصريحات بعض الضحايا على نطاق واسع في مواقع إلكترونية محلية. وفي نفس السياق، يسود تذمر وسط مستعملي الحافلات بالمدينة بفعل الطريقة «الفجة» والعبارات «النابية» التي يستعملها مراقبو الشركة أثناء مراقبة تذاكر الر كاب، وتوجه اتهامات إلى الشركة بكون أغلب المستخدمي الذين يراقبون التذاكر ممن لهم سوابق قضائية، وتعليقا على ذلك، قال مدير الشركة، إن هذا الكلام فارغ لأن المراقبين على غرار باقي المستخدمين الآخرين كانوا يعملون في الوكالة المستقلة للنقل الحضري قبل أن تشغلهم الشركة كما ينص على ذلك دفتر التحملات، مشيرا إلى أن منهم من يتوفر على أكثر من 15 سنة أقدمية. من جهة أخرى، أورد المتحدث، أن شركته تتكبد خسائر كبيرة منذ مدة بفعل عمليات التخريب وتحطيم الزجاج التي لحقت أزيد من 20 حافلة في ظرف 45 يوما، فضلا عن تعرض بعض المستخدمين للتعنيف أثناء أداء واجبهم المهني، لافتا إلى أنه لتجاوز المشكل، ستقوم الشركة بعد أقل من شهر بنصب كاميرات في كل الحافلات لتسجيل ما يقع داخل وخارج الحافلات، كما سيعزز أسطول الشركة -الذي يتوفر على 157 حافلة منها 50 موجهة للطلبة- بحافلات جديدة بشكل تدريجي ابتداء من الشهر المقبل وإلى غاية الصيف المقبل.