تفتتح مساء اليوم الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة، بمنافسة قوية بين 52 فيلما ينتمون إلى 21 دولة عربية وغربية مختلفة وهي التي تم انتقاؤها مما مجموعه 800 فيلم قصير تلقتها الجهة المنظمة. الدورة 10 التي سيعرض في افتتاحها فيلم «السي موح لا حظ لك» من إخراج مومن السميحي عام 1969. ستمنح لجنة تحكيمها سبعة جوائزك هي الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل إخراج وجائزة أفضل سيناريو وجائزتي أفضل أداء نسائي وأفضل أداء رجالي. كما ستمنح جائزة الشباب لأحد الطلبة بمدارس السينما في إطار حصة خاصة بأفلام المدارس. المشاركة المغربية وبخصوص المشاركة المغربية فتمثلها خمسة أفلام اختارتها لجنة انتقاء الأفلام المغربية القصيرة بعد مشاهدة 50 عملا، ويتعلق الأمر بأفلام «رقصة مع أسمهان» لسامية الشرقيوي» و «الليلة الأخيرة» لمريم التوزاني و «الهدف» لمنير عبار واليد اليسرى» لفاضل شويكة و»كيف مايقولو» لهشام عيوش، وقد ترأس أشغال هذه اللجنة الصحفي والناقد حسن نرايس بالإضافة إلى الصحافيتين فاطمة يهدي و خديجة بوعشرين والناقدين السينمائيين أحمد بوغابة والمختار آيت عمر. ويحكي فيلم مريم التوزاني، «الليلة الأخيرة» الذي لعبت فيه البطولة الممثلة فاطمة الزهراء الجوهري إلى جانب محمد عشاب، حكاية طفلة فقدت والدها، لتصبح تحت رعاية جدها الذي سيحاول ملأ الفراغ الذي خلفه رحيل رب الأسرة. وقد سبق لهذا الفيلم أن توج بجوائز عدة، وهو من الأفلام المرشحة للفوز بإحدى جوائز المهرجان. أما فيلم «اليد اليسرى» لفاضل شويكة فيحكي وهو الذي يمتد لأقل من 30 دقيقة عن حياة طفل يستعمل يده اليسرى في الكتابة والقراءة والأكل والسلام، مما يسبب له معاناة كثيرة ناتجة عن أفكار المجتمع اتجاه الذين يستعملون أياديهم اليسرى. معاناة تستمر معه وهو مراهق و حتى عندما يصبح شابا. وعندما يكبر عبد العالي يفقد يده اليمنى كدلالة رمزية في إحدى الأعمال الإجرامية إثر تواجده بمقهى اعتاد الجلوس فيها. الفيلم سبق أن نوه كثيرون بفكرته لكنهم أكدوا الإقحام التعسفي للمرخج لمشد التفجير الذي لم يرو له مبررا، كما أن الفيلم فيه ما تيسر من التهكم على ثقافة المغاربة بتوجيهات الدين الإسلامي فيها التي تحث على استخدام اليد اليمنى في الخير وطبعا يعالج بحس فني تسلط المجتمع وقمع الآباء للأبناء في لحظات التناقض والتمايز بين الجيلين في إطار صراع الأجيال. وقد لعبت دور البطولة الشابة لمياء جعفري، إلى جانب كل من محمد خيي، وبن عيسى الجيراري ورحال البرطيع ورضا البصري ووفاء المسعودي وقد توزعت لقطات الفيلم على عدد من أحياء مدينة قلعة السراغنة، خاصة القديمة منها كحي الزاوية، درب الجامع، مدرسة بن خلدون بالقلعة الراشية ، مدرسة ابن بهلول العتيقة. وهو أيضا من الأفلام المرشحة بقوة للفوز بإحدى الجوائز. أما «فيلم» «كيف مايقولو» لعيوش من 13 دقيقة فهو من بين الأفلام التي أثارت السنة الماضية غضب فئات عريضة من الحاضرين وأدت إلى انسحاب بعضهم من القاعة بالنظر إلى الترويج المفضوح للشذوذ الجنسي الذي يختص فيه هذا «المخرج» ويتقاسم معه التهمة الواقفين وراء اختياره للمشاركة، فهذا المنتوج يبرز عمليات التقبيل المباشر بين الأب وابنه الشاذ والذي يصرح بذلك، فضلا عن صور وصفت «بالفجة». وهو الفيلم الذي تعد برمجته تحد للعديد من الأصوات المطالبة بعدم جعل أموال الدولة وفضاءاتها تسخر للتطبيع مع الشذوذ الجنسي. الحضور المصري المهرجان الذي يعرف مشاركات دول مختلفة كتونس وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وتركيا وفلسطين وسوريا وإيطاليا ولبنان ...) يعرف أيضا حضورا مصريا بفلمين هما «حدوته من صاج» للمخرجه عايده الكاشف، وفيلم «بحري» للمخرج أحمد الغنيمي، فيلم «حدوته من صاج» هو ثان أفلام المخرجة عايده الكاشف، ويحاول الفيلم الإجابة عبر سرد يختلط فيه الواقعي بالعبثي بالسيريالي عن سؤال اجتماعي هام هو:»كيف تتشكل فتاه الليل ولماذا؟». أما فيلم «بحري» فهو تجربه خاصة عن رجل يتعرض للاستجواب من قبل مجهولين لمجرد أنه كان يحمل كاميرا يحاول تصوير مجموعه الأطفال بها. يشار إلى أن مهرجان طنجة هذا كان وما يزال يثير إشكال احترامه للخصوصية المغربية ولاختيارات الشعب المغربي السياسية والثقافية من حيث يصر أصحابه على مصادمة قيم المجتمع الإيجابية والحضارية بثلاثية الشذوذ الجنسي بنوعيه واللغة الساقطة والتطبيع الفني مع الصهاينة. النجم الأمريكي «تري غيليام» ضمن الحضور العالمي بالمهرجان يحضر هذه السنة المخرج الأمريكي «تري غيليام» . و سيشارك المخرج في الدورة العاشرة للمهرجان بفيلم من إنتاج إيطالي تحت عنوان «عائلة بأكملها». للإشارة فإن تري غيليام قد أخرج أفلاما مهمة وأدار نجوما من الصف الأول في هوليود أمثال روبير دي نيرو في فيلم «برازيل» (1985) ، و بروس ويليس وبراد بيت في «جيش الإثنى عشر قردا» (1995) ، ومات دايمون في «الإخوة غريم» (2005).وقد رٌشحت أفلام تيري غيليام لجوائز مهمة مثل الأوسكار والغولدن غلوب وغيرها . أفلام المدارس وخصص المنظمون هذه السنة صبيحة يوم الثلاثاء 02 أكتوبر 2012 لعرض مجموعة من الأفلام التي أخرجها طلبة مدارس السينما، ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة ويتعلق الأمر ب: فيلم: «تاكناويت» لمحمد أمغاري، من قسم الدراسات السينمائية ، كلية الآداب مراكش وفيلم: «شبابيك مغلقة» لزينب التوبالي، من جامعة عبد المالك السعدي، تطوان (الدراسات السينمائية و السمعية البصرية) وفيلم: «زهرة» لهدى الأخضر، من المدرسة العليا للفنون البصرية، مراكش وفيلم: «أنابيس» لماريا بنعبد المومن و المهدي هاود، من أرت ميديا، الدارالبيضاء ثم فيلم: «حورية» لمحمد حاتم بلمهدي، من المدرسة العليا للتدبير و الإعلاميات والسمعي البصري، مكناس وفيلم: «أحيانا» لزهرة صادق، من الكلية متعددة الاختصاصات ورزازات وأخيرا فيلم: «مارشيكا» لرضوان حربل، من المعهد العالي للسينما والسمعي البصري، الرباط. «الوصية» ضمن فقرة «بانوراما» المنظمون حرصوا كما العادة على تقديم العديد من الأفلام المغربية ضمن فقرة بانوراما والتي تكون فرصة للأجانب أساسا والمتتبعين لاكتشاف والوقوف على التطور الذي بلغته السينما المغربية. ويعد فيلم «الوصية» لمخرجه علال العلاوي ومن إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة من بين الأفلام التي ستعرض في هذا الإطار، ففي هذا الفيلم نجد «فاطمة بصور» الممثلة التي وقع عليها الإختيار لتجسيد دور زهرة زوجة الممثل القدير « بن براهيم « فهذا الفيلم يعد نبشا في حياة الصحراويين الرحل العارفين بإسرار تخوم الصحراء الضاربة في التاريخ المشترك لهذا الوطن، و انطلاقا من هذه الإطلالة المفتوحة على هذا النمط المعيشي الأصيل ، وتقريب أبناء هذا الوطن منه ،كان إختيار ذ:علال العلاوي للاشتغال على هذه التيمة ذات الأبعاد الوطنية و المواطنة التي تكفل الحق للمشخص والمشاهد في أن يعتبرا نفسهما واحدا من هؤلاء ،مادامت الرقعة الجغرافية التي تتفاعل فيها أحداث القصة جزِء لايتجزأ من كيانه ووجوده وهويته وتربته الغالية لمغربنا الحبيب. لجنة التحكيم وفيما يخص لجنة التحكيم التي ستكون مهمتها صعبة بالتأكيد أمام حجم وطبيعة الدول والأفلام المشاركة فتتكون من المخرجة إيزابيل بوني كلافري (الكوت ديفوار/فرنسا) و مونتسيرا غيو فالس رئيسة المهرجان الدولي لهويسكا (اسبانيا) و المخرجة صافيناز بوسبيع (الجزائر) و الناقدة أومي ندور (السينغال) بالإضافة إلى الناقد السينمائي علي حجي والإعلامي عمر سليم. ويترأس هذه اللجنة لخسن زينون. ويذكر أن الجائزة الكبرى للدورة التاسعة للمهرجان عادت للفيلم التركي «دراجة» للمخرج سرحات كاراسلان.