أقدم المآت من رجال الأمن والقوات المساعدة ورجال الوقاية المدنية على تفكيك الاعتصام المفتوح أمام محطة القطار قرب مقر البرلمان بالرباط، للجنود أسرى حرب الصحراء المغربية سابقا. وأفاد أسرى حرب الصحراء بأن السلطات الأمنية شرعت في تفكيك الاعتصام الذي دام حوالي ستة أشهر ، منذ الساعة الخامسة والنصف من صبيحة أمس الأحد، وتفاجئوا بالإنزال الأمني الذي وصفوه بالمكثف، وقال شاهد عيان أن السلطات المحلية استعانت بأكثر من عشر حافلات النقل العمومي، تحمل على متنها عناصر قوات «البلير»، بالإضافة إلى عشر سيارات لقوات الأمن والقوات المساعدة، وآليات للوقاية المدنية واخرى لشركة النظافة بالرباط. وأفاد أحد المعتصمين في تصريح ل»التجديد»، بأن التدخل الأمني أسفر عن حجز جميع أغراض المعتصمين، منها ملابسهم الشخصية وأواني الطبخ وقنينات الغاز والأفرشة والأغطية. ويأتي فك الاعتصام بعد أيام من لقاء جمع بين رئيس الحكومة، وممثلين عن أسرى الصحراء المعتصمين أمام البرلمان، وهو اللقاء الذي تمخض عنه حسب مصادر حضرته، وعود من طرف رئيس الحكومة، مؤكدا لهم «الاشتغال الجدي للجهات المعنية من أجل حل ملفهم وتسوية وضعيتهم». وتتلخص أهم مطالب المعتصمين الأسرى السابقين لدى البوليساريو في «التعويض عن سنوات الأسر»، و«الحق في الترقية إسوة بالجنود في الصفوف»، و»إعادة الاقتطاعات المطبقة على الرواتب مدة الأسر»، و»الإدماج الاجتماعي من سكن ومأذونيات..». وتشير أغلب التقارير على أن 2400 أسيرا تمكنوا من الهرب أو العودة للمغرب عن طريق الصليب الأحمر، وشارك أغلبهم في حرب الصحراء التي دارت بين الجيش المغربي وجبهة «البوليساريو» بعد انسحاب آخر جندي إسباني من الصحراء في 12 يناير 1976 إلى غاية سبتمبر 1991، تاريخ الاتفاق على وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع.