تناول الدكتور محمد الروكي رئيس جامعة القرويين يوم السبت 4 غشت 2012 بالشرح والتفصيل موضوع «المنهج النبوي في محاربة الفساد والمنكر» في محاضرة ضمن الدروس الرمضانية التي أطلقتها حركة التوحيد والإصلاح بمقرها المركزي بالرباط. وقال الروكي «الفساد بصفة عامة الذي ورد في نصوص الشريعة هو ضد الصلاح، والمنكر ضد المعروف وهذا الأخير هو ما جبل عليه الناس». وأضاف عضو المجلس العلمي الأعلى أن «دين الله عز وجل، شريعة الإسلام قائمة على جلب المصالح ودرء المفاسد. ودرء المفاسد بحد ذاته مصالح، فلو أن الناس وعوا بهذا لالتزموا بأحكام الشريعة كلها، ومن أجل استمرار المصالح وإبعاد المفاسد عن حياة الناس، تم الأمر بالدعوة إلى الخير فقال تعالى:»ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»، والله تعالى ما أمر إلا بما فيه مصلحة وما حرم إلا ما فيه مفسدة. ومن أجل أن يشيع الصلاح والرشاد في الناس، يقول الروكي، لابد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله وصف الأمة بالخيرية لكونها تأمر بالمعروف «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر»، وذلك مستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية. وأضاف الروكي أن الفساد هو كل ما نهى الله عنه واستقبحه، والنهي عنه هو تغيير المنكر الذي جزء أعم من الفساد من بين أهم ما جاء لأجله الأنبياء والرسل، وهو ما دعا إليه أتباع الأنبياء إلى أن جاء خاتم الأنبياء والمرسلين. وسرد الروكي بعض معالم المنهج النبوي في النهي عن الفساد وأولها إسماع القرآن للناس ثم الموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن وتفقيه الناس في مضار الفساد والمنكر، والتفقيه في الدين والقدوة الحسنة وتحبيب المعروف للناس وتقبيح أهل المنكر والضرب على أيدي من لم ينته عن الفساد ثم أخيرا الحرص على صلاح الناس، قائلا إن الدعوة إلى الله أمر يعتبر وظيفة الأنبياء والمرسلين والذين ورثوا سرهم. وأوضح الروكي أن المصدر الأساسي لذلك المنهاج هو القرآن الكريم، ولذلك استطاع تغيير الأمة التي كانت تعيش في جاهلية ونقلها مما كانت عليه إلى ما صارت إليه في ظرف 23 سنة استطاع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخرج خير أمة أخرجت للناس، إذ أزال منها عناصر الفساد وبناها على الصلاح والرشاد والاستقامة والمعروف والفطرة، وهو زمن قياسي لإعداد مجتمع مثالي لا نظير له في تاريخ البشرية. واعتبر الروكي أن هذه العناصر شرط أساسي لإنجاح عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولجلب المصالح ودرء المفاسد على البلاد والعباد مصداقا لقوله تعالى «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر»، مع مراعاة عنصري الزمان والمكان يضيف المتحدث.ويشار إلى أن سلسلة الدروس الرمضانية التي أطلقتها حركة التوحيد والإصلاح قد انطلقت في أولى أيام رمضان بالمقر المركزي وتستمر كل يوم سبت، وافتتحت أولى دروس هذه السلسة مع الدكتور عزالدين توفيق، وفي الأسبوع الثاني مع الشيخ حماد القباج، فيما ينتظر أن تستضيف السلسلة الرمضانية الأسبوع المقبل المفكر محمد طلابي في موضوع «الحرية دراسة مقارنة».