أقام المغرب مطلع يناير الماضي منطقة عسكرية في منطقة الراشدية التي تقع شمال شرقي البلاد على مقربة من الحدود الجزائرية لتكون هي ثالث منطقة عسكرية في البلاد بعد المنطقتين الشمالية والجنوبية، وفق ما كشف عنه مجلة القوات المسلحة الملكية المغربية مؤخرا. ولازال نبأ استحداث المغرب لهذه المنطقة العسكرية، يسيل الكثير من المداد في صحافة بلدان الجوار، خاصة الجزائر وإسبانيا، حيث تحدثت العديد من التقارير الإعلامية عن كون أن هذه الخطوة من المغرب تأتي في سياق التوتر القائم مع جاره الجزائري، في حين أشارت أخرى إلى المساعي المتواصلة للرباط لتقوية ترسانتها العسكرية والرفع من جاهزية الجيش في كافة المناطق. وفي الوقت الذي ركزت أغلب التقارير الإعلامية في الأيام الماضية على أن هذه المنطقة العسكرية تأتي في إطار سباق التسلح وتقوية الصفوف أمام الجزائر، بدأت تقارير أخرى إسبانية تتحدث عن كون أن هذه المنطقة العسكرية لا تُقلق الجزائر فقط بل حتى مدريد. ووفق عدد من التقارير المنشورة على المواقع الإخبارية في شبه الجزيرة الإيبيرية، بشأن هذا الموضوع مؤحرا، فإن إحداث المنطقة العسكرية المغربية في منطقة الراشدية، يبقى من حيث المساحة غير بعيدة عن مناطق خاضعة لإسبانيا، مثل مليلية، ومن إسبانيا أيضا. وأشارت نفس المصادر، أن هذا النشاط المستمر من المغرب بشأن تقوية جبهاته العسكرية وتحديث ترسانته العسكرية، يثير المزيد من القلق في مدريد، خاصة بعد عقد الرباط العديد من صفقات التسلح، وتقوية دعائم حلفها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ومع إسرائيل أيضا. هذا وكانت مجلة الجيش المغربي كانت قد كشفت في عددها الأخير أن المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية، الجنرال بلخير الفاروق، هو الذي ترأس مع مطلع شهر يناير الماضي، بمدينة الراشيدية حفل تنصيب قيادة المنطة العسكرية الشرقية، وذلك بتعليمات من الملك محمد السادس، وقد تعيين الجنرال محمد مقداد على رأس هذه المنطقة. وتعرف المنطقة الشرقية على الحدود مع الجزائر، العديد من الأنشطة غير القانونية، خاصة فيما يخص تهريب السلع والمخدرات، إضافة إلى قضية تسلل المهاجرين القادمين من دول جنوب صحراء إفريقيا إلى داخل التراب المغربي بهدف الهجرة إلى أوروبا انطلاقا من السواحل المغربية. وتجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة الملكية المغربية، تقوم منذ السنوات الخمس الأخيرة، بعمليات تحديث الترسانة العسكرية، وتجديد القيادات من أجل الرفع من الجاهزية للجيش المغربي لكي يكون قادرا على التعامل مع كافة التهديدات الأمنية. ورفعت القوات المغربية أيضا من التداريب العسكرية التي تُجريها برفقة العديد من الجيوش الدولية، خاصة الجيش الأمريكي، كما تستعد لاحتضان تداريب عسكرية داخل التراب المغربي في الصيف المقبل بالتشارك مع الجيش الأمريكي في إطار ما يُعرف بتداريب "الأسد الإفريقي 2022".