بدأ الحديث في إسبانيا والمغرب عن البدائل المطروحة لمواجهة قرار عدم تمديد عقد العمل بأنبوب الغاز "المغرب العربي" بين البلدان الثلاثة، بعد امتناع الجزائر عن تمديد عقد تدtق غازها عبر هذا الأنبوب، كقرار مضاد للمغرب بسبب ما سبق أن وصفه النظام الجزائري ب"الأعمال العدائية" للمغرب ضد الجزائر. وسيتوقف تدفق الغاز الجزائري عبر هذا الأنبوب الذي ينطلق من الجزائر ويعبر المغرب وصولا إلى إسبانيا قبل منتصف ليلة اليوم الأحد، وبداية من فاتح نونبر ستُركز الجزائر على إمداد إسبانيا بالغاز عبر الأنبوب المباشر "ميدغاز"، وبالتالي إيقاف الإمدادات للجار المغربي بعد 25 سنة من نشاط هذا الأنبوب. وبالرغم من أن الجزائر تهدف من خلال هذا القرار إلى "حرمان" المغرب من الغاز وبالتالي خلق مشكلة له على مستوى الطاقة، إلا أن إسبانيا بدورها بدأت تعتبر نفسها مهددة بشكل كبير بسبب هذا القرار، بالرغم من التطمينات التي قدمها النظام الجزائري بتوفير كافة الحاجيات الإسبانية من الغاز. وبقرار إيقاف العمل بالأنبوب العابر للمغرب، فإن الجزائر تكون قد حسمت قرارها بالاعتماد فقط على أنبوب "ميدغاز" الذي يربط مباشرة الجزائر بإسبانيا، مُجبرة على إرسال أكثر من 4 ملايير متر مكعب إضافية من الغاز إلى إسبانيا عبر سفن الشحن، من أجل تلبية متطلباتها، والتي تفوق 12 مليار متر مكعب، بالنظر إلى أن أنبوب ميدغاز تصل طاقته من التدفق إلى حوالي 8 ملايير متر مكعب فقط، في حين أن الأنبوب العابر للمغرب يتجاوز 10 ملايير متر مكعب. ويبدو أن إسبانيا لم تأخذ التطمينات الجزائرية على محمل "الراحة" ولازالت متوجسة من هذا القرار، إذ أن أي عطب بالأنبوب الوحيد قد يسبب لها مشاكل اقتصادية كبيرة جدا، كما أن الغاز المسيل الذي سيتم إرساله من الجزائر عبر سفن الشحن سيفرض أسعار مرتفعة، وبالتالي، فإن إسبانيا بدورها يجب أن تبحث عن حلول أخرى لضمان عدم الوقوع في أي مشاكل. وفي هذا السياق، بدأ اسم قطر يبرز في الواجهة، حيث قام مسؤولون إسبانيا مؤخرا بإجراء اتصالات مع نظرائهم القطريين من أجل بحث إمداد قطر إسبانيا بالغاز كبديل احتياطي تفاديا لأي عطب يؤثر على وصول الغاز الجزائري. وأشارت صحيفة "الإسبانيول" في هذا الصدد، بأن المغرب يراهن بدوره في المدى القصير على الحصول على الغاز من قطر عبر إسبانيا، ويُرجح بشكل كبير أن إسبانيا ستتفق مع قطر على الحصول على إمدادات مهمة من الغاز القطري، وتصديره إلى المملكة المغربية، لتجاوز المرحلة التي تنطلق يوم غد الإثنين، بعد تنفيذ الجزائر قرار إيقاف إمداد الغاز عبر أنبوب "المغرب العربي". وتُعتبر العلاقات المغربية القطرية في أحسن أحوالها، وقد ازدادات قوة في السنوات الأخيرة، بعدما اتخذ المغرب قرارا مخالفا في "أزمة الحصار الخليجي" الذي نفذته عدد من دول مجلس التعاون الخليجي ضد قطر، بالرغم من أن المغرب عضو في ذات المجلس، حيثرفض المغرب أنذاك أن يكون أحد البلدان المقاطعة والمحاصرة لقطر، وذهب أبعد من ذلك، وقام بتوفير حاجيات قطر من المواد الاستهلاكية التي تم حرمان وصولها إليها عبر الدول الخليجية، وهو الأمر الذي أشادت به قطر بشكل كبير. ويُتوقع أن في "أزمة الغاز" هذه التي قد تتسبب فيها الجزائر للمغرب، أن ترد قطر الجميل إلى الرباط، عبر توفير الإمدادات التي يحتاجها المغرب، في انتظار تمكن الرباط من فك الارتباط عن الاعتماد عن الغاز، وتوفير بدائل طاقية محلية، حيث يُعتبر المغرب حاليا من البلدان المتقدمة في إنتاج الطاقة الخضراء.