في أول تأكيد صادر عن أحد قيادات الصف الأول في جبهة "البوليساريو" الانفصالية، أعلن البشير مصطفى السيد، الذي يحمل صفة مستشار زعيم الجبهة المكلف بالشؤون السياسية، في تسجيل صوتي داخلي جرى تسريبه أمس السبت وحصلت "الصحيفة" على نسخة منه، مقتل القيادي الميداني الداه البندير في عملية تصفية نفذها الجيش المغربي بواسطة طائرة مسيرة، وهو التسريب الذي أكد فيه أيضا أن الجبهة لا تزال تنتظر تراجع إدارة الرئيس الأمريكي الحالي باعتراف سلفه بمغربية الصحراء. وبدا مصطفى السيد، الملقب ب"جلاد البوليساريو" لتورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد صحراويين وموريتانيين يُتابَع بسببها قضائيا في إسبانيا، فاقدا للمعطيات الدقيقة بخصوص طبيعة الطائرة المسيرة التي قتلت قائد درك الجبهة يوم الأربعاء الماضي، إذ اعتمد على استنتاجاته للحديث عن كونها "أمريكية أو إسرائيلية" وأن "من دفعت ثمنها هي الإمارات"، لكنه في المقابل أكد أن البندير قتل بالفعل إثر استهدافه ب"درون" عسكرية من طرف القوات المغربية. وفي خطاب يُحَمِّل القتيل المسؤولية في ما وقع، أورد مصطفى السيد أن الاستهداف جرى "عقب اشتباك في الناحية الرابعة على مستوى قطاع الحوزة"، مضيفا أن الضربة تمت "بعد انفضاض الاشتباك وإثر توقف السيارات"، وأضاف أن مقتل البندير "خسارة للصحراويين، لكننا كنا مستعدين لها"، قبل أن يُخرجه من دائرة "قادة الصف الأول" في محاولة للتخفيف من تأثير العملية على الجبهة. وردا على ما تردد حول إصابة إبراهيم غالي في هذا الاستهداف، نفى مصطفى السيد أن يكون زعيم البوليساريو قد تواجد في عين المكان، إذ أورد "لم يكن هناك لا هو ولا أي قائد من الصف الأول ما عدا قائد المنطقة العسكرية الرابعة"، هذا الأخير الذي لم يكشف عن مصيره، لكنه كان قد تحدث قبل ذلك عن إصابة عنصرين آخرين خلال العملية إصاباتٍ وصفها ب"الخفيفة". وتحدث مستشار زعيم الجبهة الانفصالية كثيرا عن الدرونات المستعملة من طرف سلاح الجو المغربي، موردا أن الأمر يتعلق ب"سلاح جديد تستعمله الولاياتالمتحدة وإسرائيل وله ميزات خاصة دون الطيران الحربي المأهول، تكلفته رخيصة وأحيانا تكون أرخص من الوسائل المضادة له"، وفي إقرار بصعوبة مواجهته قال "هو شبهُ شبح، لأن محركاته بلا أصوات تقريبا ومن الصعب كشفه بواسطة الرادارات التقليدية". وأورد المتحدث نفسه أن استعمال طائرات الدرون من طرف الجيش المغربي كان قبل 13 نونبر 2020، تاريخ تدخل القوات المسلحة الملكية في الكركارات، بغرض الاستطلاع، وبعد 13 نونبر بدأ استعماله للضرب، مضيفا "هي درونات متطورة هدفها إفزاعنا والضغط علينا، ونحن لا ننبهر ولا نخشى وسنرد"، على حد تعبيره. ومن ناحية أخرى تحدث البشير مصطفى السيد عن كون قيادة البوليساريو ما زالت ننتظر من الإدارة الأمريكيةالجديدة التي يقودها الرئيس جو بايدن "إنهاء مفعول تغريدة ترامب"، في إشارة إلى المرسوم الرئاسي الذي وقعه الرئيس السابق والذي أعلن عنه عبر حسابه في "تويتر"، كما تحدث عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قائلا إنه "لم يقم بأي شيء ولم يحرك ساكنا (بخصوص تطورات الوضع في الصحراء) ويتعامل مع الأمر كما تتعامل معه وسائل الإعلام المغربية".