في الوقت الذي مازال الغموض يَلف الوضع الصحي للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون بعد نقله على عجل إلى ألمانيا، قبل أسبوع، لِتدهور حالته الصحية جراء مضاعفات فيروس كورونا، أكد الطاقم الطبي المشرف على حالته، أن الرئيس "بصدد إتمام بروتوكول العلاج" وأن وضعه الصحي في "تحسن إيجابي"، حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية. وفي الوقت الذي تشير العديد من المعطيات أن الرئيس الجزائري يمر من حالة حرجة استدعت نقله خارج البلاد لتلقي العلاج اللازم، أشار بلاغ الرئاسة الجزائرية أن تبون "متواجد في مستشفى ألماني متخصص، لاتمام بروتوكول العلاج"، وأن "وضعه الصحي في تحسن إيجابي". وفي بلاغ آخر للرئاسة الجزائرية، شكر تبون الشعب الجزائري لاهتمامه بحالته الصحية، ودعواتهم له بالشفاء، وزاد نفس البلاغ، أن "الرئيس ينتظر أن يعود إلى الجزائر"، غير أن نفس البلاغ لم يحدد تاريخا لذلك، حيث لم يشر البلاغ الرئاسي لأي تاريخ محدد لعودة الرئيس الجزائري، الذي قالت مصادر مستقلة إنه يعاني من مضاعفات صحية جراء إصابته بفيروس "كوفيد19" قبل أزيد من أسبوع، رفقة العديد من الموظفين في ديوانه الرئاسي. وعن الحالة الصحية للرئيس الجزائري، وتأثير غيابه عن البلاد في السير العادي لمرافق الدولة، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) في وقت لاحق، عن الإعلامية والباحثة الجزائرية، فتيحة زماموش، قولها، إنه ومنذ الإعلان عن مرض الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ودخوله المستشفى العسكري ثم نقله إلى ألمانيا للخضوع إلى فحوصات طبيّة معمّقة، عاد القلق إلى الجزائريين من ملف صحة الرئيس. وأضافت، أن ذلك ليس فقط للدوافع الانسانية والسياسية المرتبطة باستقرار البلد، ولكن بسبب تجربة مريرة عاشها الجزائريون في ظلّ مرض الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة خلال السّبع سنوات الأخيرة من حكمه (1999-2019)، ولكون أن الجزائر مرّت بفترة خاصة كان فيها موضوع صحة الرئيس ملفّا طاغيًا، ولعب دورًا كبيرًا في تمدّد الفساد المالي والسياسي، باستغلال مرض الرئيس وغيابه عن المشهد وعدم قدرته عن آداء مهامه الدستورية. وأشارت الإعلامية الجزائرية، إنه لم يكد الجزائريون يتعافون من وضع سياسي غاية في البؤس في الفترة الأخيرة من حكم بوتفليقة، ويتطلّعون إلى عهد سياسي جديد يكون فيه رئيس الجمهورية حاضرًا في المشهد الجزائري العام، حتى عاد ملف "صحّة الرئيس" ليطرح نفسه مجدّدا مع الرئيس عبد المجيد تبون، ويبدأ الجزائريون في ملاحقة متجدّدة لأخبار مرض الرئيس وصحته، وسط حالة من الشكّ والقلق، عمّقتها أزمة الثّقة في الاتصال المؤسّساتي وعدم وضوح بيانات الرئاسة بالقدر الكافي الذي يطمئن الجزائريين.