قالت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية في تقرير نشرته اليوم الإثنين، بأن المغرب يمتلك وينفذ "مخططا استراتيجيا" يهدف إلى عزل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين عن إسبانيا من أجل استرجاعهما دون الدخول في مواجهة عسكرية مع إسبانيا. وأضافت الصحيفة في تقريرها، بناء على ما توصلت به من مصادر من الاستخبارات الإسبانية ومسؤولين إسبان محليين في كل من سبتة ومليلية ووثائق اطلعت عليها، بأن المغرب يخوض حربا صامتة ضد إسبانيا بخصوص سبتة ومليلية، وهو يواصل تنفيذ استراتيجيته في ظل ما وصفته ب"الضعف" الذي تتسم به حكومة بيدرو سانشيز. وقالت الإسبانيول، بأن الوثائق التي تحصلت عليها، تشير إلى أن المغرب بدأ سياسة خنق المدينتين منذ سنتين من الناحية الاقتصادية، ومع ظهور فيروس كورونا في مارس الماضي في المغرب، ساعده ذلك ليتخذه كعذر لإحكام خنقه للمدينتين بإغلاق المعبرين في وجه جميع حركات العبور، مشيرة إلى أن المغرب لن يفتح الحدود مجددا إلى غاية نهاية السنة، مع وجود شكوك حول ذلك، رغم أنه كان من المُفترض أن تُفتح الحدود بين البلدين في 15 شتنبر الجاري. وأضافت الإسبانيول، بأن المغرب لطالما كان يسعى إلى عزل المدينتين وإرجاعهما، وكان ينظر إلى تزايد أعداد المسلمين في كل من سبتة (أكثر من 43 بالمائة) وفي مليلية (بأزيد من 51 بالمائة) كعامل مساعد لعزل المدينتين واسترجاعهما، لكن هذه الطريقة، وفق الاسبانيول، لم تأت ثمارا، وبالتالي قرر الاتجاه نحو خنق المدينتين عن طريق الاقتصاد. وقال أحد القادة السياسيين بسبتةالمحتلة للإسبانيول، إن المغرب يواصل الآن عملية خنق سبتة بهدف معرفة إلى أي حد يمكن للحكومة الإسبانية الصمود، وفي ظل أن الحكومة الحالية لها أوليات أخرى، فإن المغرب يواصل تضييق الخناق الاقتصادي على المدينتين الوحديتين اللتين تملكهما إسبانيا في القارة الإفريقية وفق تعبير القائد الذي لم تذكره الإسبانيول بالإسم. وأشارت الصحيفة الإسبانية في تقريرها إلى أن كل من سبتة ومليلية يعيشان الآن أوضاعا اقتصادية صعبة جراء الخنق الاقتصادي الذي يمارسه المغرب عليهما، فالسلع ارتفعت أسعارها، وارتفعت معدلات البطالة في المدينتين، وسيزداد هذا الخنق مع رغبة المغرب في إيقاف عملية عبور الجالية المغربية عبر المدينتين. وقالت الإسبانيول في هذا السياق، نقلا عن مصادر مسؤولة في مليلية، بأن المغرب يعتزم إيقاف عملية مرحبا المخصصة لعودة الجالية المغربية عبر معبري مليلية وسبتة، مثلما سيوقف معابر نقل البضائع، ويبقي على معبرين اثنين واحد في مليلية والثاني في سبتة لعبور الأشخاص والمركبات العادية. وأنهت الصحيفة الإسبانية تقريرها باستعراض تحليل أستاذ للعلوم السياسية في جامعة غرناطة، خافيير جوردان، الذي نشر مقالا له في مجلة "غلوبال استراتيجي" بعنوان "هل يستعمل المغرب استراتيجيات هجينة ضد إسبانيا؟" وسلط الضوء في مقاله على بعض الأمثلة التي يرى فيها أن سياسة المغرب الخارجية تتجه إلى إبقاء سبتة ومليلية دائما في موضع نزاع بطريقة لا يُمكن التمييز فيها بين العداوة والمنافسة المشروعة. وأشار الأستاذ المذكور وفق الإسبانيول، بأن هذه السياسة تظهر في عدد من الأمثلة، من بينها رفض المغرب ترسيم حدوده البحرية في مضيق جبل طارق لرفضه الاعتراف بالحدود البحرية لمليلية وسبتة، إضافة إلى مثال استدعائه للسفير المغربي من مدريد في 2007 للتشاور معه كتعبير لرفض زيارة ملك إسبانيا وعقليته لكل من سبتة ومليلية.