عاد الحاخام المغربي الإسرائيلي يوشياهو يوسف بينتو إلى الواجهة مؤخرا بإعلانه افتتاح مدرسة دينية متخصص في تعليم الشريعة اليهودية الأصولية في مدينة القدس، لتنضم إلى شبكته الواسعة من المدارس الدينية الموزعة على مختلف دول العالم، من بينها المغرب وإسرائيل، وذلك عبر المؤسسة التي يرأسها "شوفا إسرائيل" والتي تعد واحدة من أكثر المنظمات دعما للسياسات الدينية المتشددة. وأعلن الحاخام الذي يشغل منصب رئيس المحكمة العبرية بالدار البيضاء، عن افتتاح سلسلة من مدارس "الهالاخاه"، وهي الشريعة اليهودية وفق المعتقد الأرثدوكسي، وتهتم هذه المدارس، الموزعة على مدن تل أبيب وعسقلان وأشدود وغيرها، بتدريس مجموعة من تعاليم التوراة والتلمود، كما تعمل على تخريج رجال دين متخصصين في إصدار أحكام دينية على شاكلة الفتاوى. وتملك مؤسسة بينتو سلسلة من المدارس الدينية المماثلة بكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا وفرنسا وإسرائيل، بل وأيضا في مدن فلسطينية مثل بيت لحم، لكنه منذ مدة حوَّل وجهته نحو المغرب رغبة في أن يصبح حاخامه الأكبر، قبل أن يُعين في أبريل من العام الماضي القاضي العبري الأكبر لليهود المغاربة، ليعلن بعدها عن افتتاح مدرس "هالاخاه" بكنيس "بيت إيل" بالدار البيضاء. وصنع بينتو لنفسه "لوبي" من الداعمين أغلبهم من رجال الدين ورجال الأعمال والإعلاميين الداعمين لفكرة إعلان تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل بشكل رسمي، وهو ما ساعده على الوصول إلى رئاسة المحكمة العبرية بالعاصمة الاقتصادية على الرغم من عدم قدرته على الحديث بالدارجة المغربية وإقامته بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. والأغرب من ذلك هو التاريخ الطويل لبينتو في قضايا الفساد المالي الذي كان يغطيه بأنشطة "خيرية"، قبل أن يُفتضح أمره سنة 2016 ضبط عندما حاول إرشاء القائد السابق لوحدة مكافحة الاحتيال التابعة لمكتب التحقيقات الفيديرالي الإسرائيلي، وذلك خلال تحقيقات همت النشاط المالي لجمعيته، حيث اعترف بأنه عرض عليه 200 ألف دولار للحصول منه على معلومات سرية حول التحقيقات، ليقضي عاما بالسجن ويدفع 260 ألف دولار كغرامة. ولم يلتفت بينتو إلى المغرب إلا بعدما لاحقته العديد من قضايا الفساد الأخرى في إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية، مستفيدا من النفوذ الكبير لرجال الدين اليهود بالمغرب وخاصة قريبه الحاخام دافيد بينتو، هذا الأخير المعروف بدعمه ل"صفقة القرن" الأمر الذي مكنه من لقاء جاريد كوشنير، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترام ومهندس الصفقة، عندما حل بالدار البيضاء العام الماضي.