1. الرئيسية 2. تقارير عبر شاحنات المواشي.. الجزائر تطرد المهاجرين السينغاليين من أراضيها إلى الحدود الصحراوية مع النيجر دون ماء أو دواء الصحيفة من الرباط الأثنين 10 يونيو 2024 - 19:43 ليس المهاجرون القادمون من دولة النيجر وحدهم الذين يعانون من الطرد التعسفي وسو المعاملة من لدن السلطات الجزائرية، بل أيضا نظراؤهم السنغاليون الذين وجدوا أنفسهم مهددين بالموت المحقق بعدما عمدت السلطات الجزائرية إلى إبعادهم خارج حدودها دون رعاية ودون أن تُسلمهم إلى سلطات داكار، الأمر الذي خلف مأساة إنسانية وسط الصحراء الحارقة. هذا الوضع كشفت عنه اليوم الاثنين صحيفة "لوموند" الفرنسية، التي تحدثت عن طرد المهاجرين السنغاليين إلى المناطق الحدودية شمال غرب النيجر، مبرزة أن هذا الأمر يعرض حياتهم للخطر وخصوصا بمنطقة أغاديس في قرية تحمل اسم "أساماكا" التي تبعد ب15 كيلومترا عن الجزائر. ووفق شهادات ضحايا عمليات الطرد، الذين وجدوا أنفسهم معرضين للموت البطيء على بُعد 4000 كيلومتر من داكار، فإن السلطات الجزائرية ألقتهم في الصحراء لمواجهة مصيرهم، منهم شاب يبلغ من العمر 24 سنة قال إنه يواجه منذ طرده في 29 مارس الماضي من لدن القوات الجزائرية، ومنذ ذلك التاريخ وهو يحاول التواصل مع السلطات السنغالية للعودة إلى بلده. ويقول الضحايا إن تعداد العالقين في الصحراء يصل إلى 150 إنسانا، من بينهم مصابون، غير أن المركز الصحي الوحيد في أساماكا، الذي تديره فرق منظمة "أطباء بلا حدود"، مكتظ بالمهاجرين، وأظهر شريط فيديو شخص يدعى محمد ديالو أنه آثار الاعتداءات الجسدية التي نالته رفق زملائه من لدن السلطات الجزائرية في تمنراست. وأوضح الشحايا أن الأمر يتعلق باعتداءات تعرضوا لها بشكل جماعي، إلى جانب العدد من المهاجرين الآخرين، حيث قامت الجزائر بطرد ما بين 7000 و9000 شخص منذ بداية سنة 2024 إثر الأزمة الدبلوماسية مع النيجر، بعدما كانت قد طردت العام الماضي 22.500 شخص، وهي أرقام تؤكدها منظمة أطباء بلا حدود. ونقلت "لوموند" عن مصدر حقوقي قوله أن "عمليات الطرد تتم بلا رحمة في شاحنات المواشي"، وتابع أن تلك الشاحنات القادمة من الجزائر "تُفرغ المهاجرين غير الشرعيين في "نقطة الصفر" على الحدود مع النيجر، مما أجبر ما لا يقل عن 16.000 شخص في عام 2023 على السير 15 كيلومترا في الشمس الحارقة للوصول إلى أساماكا، وهو وضع وصفه مهاجرون بأنه "كابوس". وأكدت الشهادات أن عمليات الطرد تتم في منتصف النهار وسط الحرار الخانقة والشمس في ذروتها، دون أن يكون لدى المهجرين هواتف ولا حتى مياه، ويقول أحدهم "كنت أرى الناس يسقطون ويموتون أمام عيني، وكنت عاجزا"، في الوقت الذي لا تلتفت فيه الجزائر إلى هذه الكارثة، وتستمر في سياساتها لاستئصال المهاجرين غير النظاميين. ويوم الأربعاء الماضي أقدمت الجزائر على طرد 21 شخصا آخرين بالطريقة نفسها، جميعهم تحت سنة ال35، على الرغم من أنهم اختاروا العودة الطوعية لبلدانهم بتأطير من منظمة الهجرة الدولية، وهو وضع تسب في مشكلة للسلطات السنغالية التي تخشى من تحول الأمر إلى كارثة إنسانية قد تؤدي إلى عودة الاحتجاجات إلى الشوارع.