1. الرئيسية 2. تقارير دعوة الملك نتنياهو لزيارة المغرب.. الرباط تمهد الطريق لمفاوضات تاريخية بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى السلام وحل الدولتين الصحيفة من الرباط الخميس 20 يوليوز 2023 - 9:00 أفصح الديوان الملكي المغربي، يوم أمس الأربعاء، عن الرسالة الجوابية التي بعث بها الملك محمد السادس إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إثر إعلان هذا الأخير اعترف بلاده بسيادة المملكة على الأقاليم الصحراوية، وما يسترعي الانتباه في الرسالة الملكية أنها لم تكتفِ بالحديث عن ملف الصحراء أو العلاقة بين الرباط وتل أبيب، بل أيضا القضية الفلسطينية. وجدد الملك في هذه الرسالة التأكيد على أن موقف المغرب من القضية الفلسطينية مبدئي وثابت، ويجد مرجعيته في الاتفاق الثلاثي الموقع بين المملكة وإسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية بالقصر الملكي بالرباط، يوم 22 دجنبر 2020، وتحديدا ما يتعلق بتسوية النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والطابع الخاص لمدينة القدس. ورغم أن سياق الرسالة هو الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، إلا أنها تحيل على المبادئ المعبر عنها في الإعلان الثلاثي، من حيث الموقف المتوازن والثابت للمملكة من القضية الفلسطينية التي تحظى بالاهتمام الشخصي للعاهل المغربي، وكذا الموقف المعبر عنه بخصوص أهمية المحافظة على الطابع الخاص لمدينة القدس، التي تتمتع بأهمية قصوى لدى الديانات السماوية الثلاث، والتي يوليها الملك مكانة خاصة باعتباره رئيسا للجنة القدس. وحملت الرسالة دعوة من الملك محمد السادس لرئيس الوزراء الإسرائيلي للقيام بزيارة إلى المملكة، على اعتبار أن من شأن هذا اللقاء "أن يفتح إمكانيات جديدة للعلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل، كما سيشكل مناسبة لتعزيز آفاق السلام لفائدة جميع شعوب المنطقة"، ما يبرز استعداد الرباط للقيام بدور دبلوماسي تاريخي، بقيادة العاهل المغربي، للتقريب بين شعوب المنطقة والسعي للوصول إلى سلام دائم وعادل. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتلقى فيها مسؤولون إسرائيليون دعوات رسمية لزيارة دول عربية للقاء بقادتها، إذ خلال الأشهر الماضية من هذا العام سبق لنتنياهو أن زار مصر والأردن، كما أن رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت زار البحرين والإمارات العربية المتحدة السنة الماضية، وكان من ضمن أهداف تلك الزيارات البحث عن السبل الكفيلة لإنهاء الصراع في المنطقة وإعادة الحياة إلى المسار التفاوضي المُجمد. وتبقى لدعوة الملك خصوصياتها في هذا الجانب، حيث تبرز الرسالة الملكية أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل بإمكانها أن تكون مفتاح أساسيا للسلام في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب مساهمتها في تعزيز الأمن على المستوى الإقليمي وفتح آفاق جديدة للمنطقة، بالإضافة إلى أن الرباط تظل طرفا يحظى بثقة الفلسطينيين والإسرائيليين، ويسعى دائما إلى الوساطة دون إملاءات أو شروط مسبقة. ويستحضر هذا التواصل بين المؤسسة الملكية ورئاسة الوزراء الإسرائيلية، الروابط الخاصة التي تجمع بين الملك والجالية اليهودية المغربية سواء المقيمة في المغرب أو في جميع أنحاء العالم بما في ذلك إسرائيل، على أمل أن تتمكن الخصوصية المغربية في هذا المجال من تعزيز آفاق السلام ودفع عجلة المفاوضات إلى الأمام بهدف إيجاد الحلول السلمية العادلة، في ظل الانسداد الحالي الذي يُنذر بعواقب وخيمة على المنطقة برمتها. وتنسجم هذه المساعي مع الرؤية المغربية المعبر عنها من طرف الملك ومن لدن الدبلوماسية المغربية في مختلف المناسبات خلال السنوات لماضية، والتي تركز على ضرورة طي صفحة الصراع واعتماد لغة الحوار لتجاوز الوضع الراهن، عبر إفساح المجال للمفاوضات السياسية ومبادرات بناء الثقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. ومرّ العاهل المغربي من مرحلة التأكيد على هذه المبادئ خطابيا إلى محاولة تنزيلها على أرض الواقع، فهو يعبر على الدوام عن إيمانه بأن السلام هو الخيار الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط، وعن اقتناعه بأن مسار المفاوضات والحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى تسوية عادلة ودائمة بين الطرفين، على أساس حل الدولتين اللتان تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام، وهو ما يمكن أن تلعب الرباط دورا مركزيا في تحقيقه.