طَلّ علينا، مُغني الراب المغربي، طه فحصي الملق ب"الغراندي طوطو" بثقافته البشعة، ليخبر المغاربة، ومعه جمهوره الواسع من الشباب، أنه مُدمن حشيش، مُتحديا سائليه من الصحافيين بالقول: "كنكميو الحشيش ومن بعد؟". قبل أن يضيف في ندوة صحفية نظمتها وزارة الثقافة والاتصال ضمن احتفالات "الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية"، ب"أنه يقتني الحشيش غِير من الدُورة.. وعلى بُعد 300 كلم، حيث منبع الحشيش المعروف عالميا.. والعالم كامل كيجي يكمي الحشيش"، في إشارة إلى المغرب. تصريحات مغني الراب المُنتشي بحريته المتطرفة، تلقي بالمسؤولية كل المسؤولية على وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، وعن فلسفته التي استند عليها ليحتفي بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، بِحفلات لفنانين مَشغولين، حد التخمة، بالركض نحو "الاختلاف" لدرجة جهلهم إلى أين يتجهون، مثل عناكب مترملة. وإلا ما معنى الاحتفاء بالرباط، عاصمة للثقافة الإفريقية، وهي المدينة التي عمرها أزيد من عشرة قرون، بعد أن أسسها الموحدون أواسط القرن الثاني عشر، بفنانين مثل "طوطو" كل "مجده الفني" بَناه بتصحر ثقافي، وأغاني لا تخلو من صور لقطع حشيش بين أصابعه، يُؤلِهُهَا، مع كلمات مُبعثرة، يُقال إنها "فن"، رغم أنها تشبه الطب عند الأوروبين في العصر الوسيط، عندما كانوا يُعالجون السُعال الديكي بلبن الحمير! وإن كان الفن هو نوع من الإنتاج الثقافي، فإن "ثقافة التطبيع مع تناول الحشيش"، التي يروج لها "طوطو" وتبنتها وزارة الثقافة والاتصال، ومَوّلت مصاريف تسويقها من المال العام، تحتاج لطرح بعض الأسئلة من بينها: هل ما يرغب بنسعيد في تسويقه لجيل من الشباب الهش أصلا هو ثقافة التطبيع مع تناول المخدرات بكل أنواعها؟ وهل وزير بمسؤولية حكومية يقبل أن تصبح لا مَسؤولية "طوطو" عبر منصة مهرجان رسمي، بتمويل من المال العام، حالة تطبيع يجب السكوت عليها؟ وهل وزير الثقافة والاتصال راضٍ عن دفع مصاريف تخريب المجتمع، بتسويق تناول المخدرات من خلال "طوطو"، دون أن يصدر عن وزاة الثقافة والاتصال أي ردّ فعل؟ إن كان الوزير، صاحب السعادة، المهدي بنسعيد، كل ما يهمه هو الإعلان عن الأرقام التي حققتها المهرجانات الكبرى التي أقيمت، بمناسبة الاحتفاء بالرباط مدينة الثقافة الإفريقية، دون أن يتوقف طويلا عند تصريحات "طوطو"، ولا أثرها على الشباب المغربي المتآكل هوياتيا، فيمكن اعتبار صَمت الوزير هو تواطؤ بَشع، وتآمر فج لمسؤولياته التي قلده الملك محمد السادس إياها، كوزير يَصُون ويُدّعم الثقافة المتأصلة من الهوية المغربية الغنية بتراكماتها التاريخية، لا المُوافقة بالصمت على تصريحات كان يجب رفضها جهارا.