تزامنا مع التطورات التي تشهدها العلاقات الدبلوماسية بين مدريدوالرباط، واستمرار قرار السلطات المغربية بإغلاق المعابر الحدودية المؤدية إلى سبتة ومليلية المحتلتين، منذ ما يزيد عن سنة ونصف، أنشأت الحكومة الإسبانية لجنة تضم ممثلين عن ست وزارات على الأقل للتحضير لإعادة فتح معبري سبتة ومليلية المحتلتين، وهو إجراء لم يتم تحديد موعد له حتى الآن ويعتمد على التنسيق مع المغرب. ونقلت جريدة "إلباييس"، عن مصادر خاصة، أن الرباط لن تفتح حدودها (التي أغلقت منذ ما يقرب من عامين بسبب الأزمة الصحية) قبل الربع الثاني من عام 2022، لكن إسبانيا تحتاج إلى البدء في تنفيذ خارطة طريق – مع تغييرات تجارية واجتماعية واقتصادية ومراقبة الحدود – من أجل السيناريو الجديد الذي سيحدث بعد ذلك، والذي سيكون مختلفا تماما عن السيناريو الذي كان موجودا قبل الجائحة. وأضافت الجريدة الإسبانية، فإن الهدف هو أن تقدم إسبانيا خطتها الخاصة في هذا المجال، بغض النظر عن القرارات التي سيتخذها المغرب، والتي – كما أكدت الحكومة الإسبانية في وثيقة داخلية الصيف الماضي – تحافظ على استراتيجية "الضغط الاقتصادي" و"خنق" المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي اللتين تطالب الرباط بالسيادة عليهما، حسب تعبيرها. وسبق لوزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا ، أن ربط إعادة فتح المعابر الحدودية في كل من مليلية وسبتة المحتلتين، بالوضع الوبائي الذي يتسم به كوفيد -19 ، قائلا إن هذه القرارات أعطت الأولوية ل "صحة المواطنين". وسبق أن حذر وزير الداخلية حينها بأن التراجال "سيبقى مغلقا" ، كما تم تأكيده الآن. وتطرقت وسائل إعلام إسبانية، مؤخرا، إلى ما وصفته وجود "محادثات سرية وبدون طابوهات" بين وزير الخارجية الإسباني، ونظيره المغربي، تناولت عددا من الملفات بما فيها الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية، وسبتة ومليلية المحتلتين، وترسيم الحدود البحرية مع جزر الكناري.