عاد بارون المخدرات، الفرنسي من أصل جزائري، سفيان الحمبلي الى دائرة الأضواء مجددا بعد اعتقاله، الجمعة الماضي، من طرف عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة. وصفته الصحف الفرنسية قبل أشهر ب"أخطر" بارون مخدرات بعد اعتقاله شهر نونبر 2020، بمدينة "بوردو" من طرف السلطات الفرنسية عقب تلقيه 2.5 مليون يورو نظير تنظيم النقل اللوجيستي لاستيراد أربعة أطنان من الحشيش، قبل أن يتم اطلاق سراحه فيما بعد. يبلغ سفيان الحمبلي من العمر 47 عامًا. وبناءً على طلب السلطات الفرنسية، أصدر الإنتربول نشرة حمراء ضد الرجل الملقب ب "La Chimère، والذي يجر وراءه سجلا إجراميا مثقل بإدانات شديدة بتهمة الاتجار بالمخدرات. ورد اسم سفيان الحمبلي، كشخصية رئيسية في عالم التهريب الدولي للمخدرات في فرنسا، بحكم أنه كان تحت إمرة أو خبرة في خدمة الرئيس السابق للمكتب الوطني لمكافحة المخدرات في فرنسا فرانسوا تيري، والذي اعتمد، بحسب تحقيقات السلطات الفرنسية، على شبكات سفيان الحمبلي لتنفيذ عمليات ضد شبكات تهريب المخدرات، بينما تشير التقارير إلى أن سفيان حمبلي كان الرجل الذي جعل فرنسا تستورد المخدرات برعاية أمنية أو في الواقع تحت رعاية أكبر جهاز في فرنسا لمكافحة المخدرات الذي يرأسه أشهر رئيس وحدة مختصة في تفكيك شبكة تهريب الحشيش في فرنسا. بدأت "مسيرة" سفيان الحمبلي منذ وقت طويل، في حي Bourtzwiller ، التابع لمنطقة Mulhouse حيث نشأ وترعرع. اسمه سيرد في سجلات أبحاث الدرك الفرنسي في عام 1997 حينما تم تفكيك شبكة لتهريب وترويج المخدرات في منطقة "الألزاس"، غير أن سفيان الحمبلي فر هاربا الى اسبانيا، حيث عثر على ملاذ في جنوب البلاد، اتخذها بوابة لتهريب المخدرات في أوروبا. مع مرور الوقت، تحول سفيان الحمبلي الى مستورد صغير للمخدرات بالتقسيط في أوروبا، إضافة إلى استثمار ثروته في العقارات وهو لم يصبح بعد مخبر لدى جهاز مكافحة تهريب المخدرات في فرنسا. لكن في عام 2009، سيسقط في عملية لمكافحة المخدرات قادتها الشرطة الإسبانية ضد شبكات تهريب الحشيش، حيث أدين ب18 عامًا سجنا، غير أن زيارة ستغير مصيره بعد لقائه بفرانسوا تيري، الرجل الثاني حينها في فرنسا المسؤول عن مكافحة المخدرات والذي سيشغل فيما بعد منصب رئيس مكتب مكافحة المخدرات في فرنسا. ومقابل تقليص في عقوبته السجنية، سيعرض فرانسوا تيري على سفيان الحمبلي، أن يصبح مخبره الرئيسي في عالم المخدرات. طيلة ست سنوات، سيعتمد فرانسوا تيري على شبكات سفيان الحمبلي، لإجراء عمليات تسليم المخدرات، حيث أكسبته هذه الخدمات الجيدة والمؤدى عنها، تخفيض عقوبته من 18 إلى 5 سنوات في السجن. في سنة 2015، ستضبط الجمارك الفرنسية، ثلاث شاحنات مليئة ب7 أطنان من الحشيش عند سفح شقة سفيان الحمبلي. راهن فرانسوا تيري على سفيان الحمبلي "كمخبر" مكلف بالإطاحة والإيقاع بشبكات التهريب الدولي للمخدرات، غير أن الوقائع والتقارير المتطابقة أشارت إلى أن سفيان حمبلي سيصبح أكبر مستورد للمخدرات في فرنسا وأوربا تحت رعاية أمنية فرنسية، وهو ما مكن الشرطة الفرنسية من تنفيذ عمليات حجز كبيرة بفضل "حنكة" سفيان الحمبلي الذي سوف يتحول، بالموازاة مع مهمته كمخبر، إلى"Logisticien" يعمل على تهريب شحنات كبيرة من المخدرات لفائدته الشخصية. علاقاته المتشعبة واشتغاله كمخبر لدى أكبر جهاز في أوربا لمكافحة تهريب المخدرات وتورطه في عمليات تهريب كبيرة للمخدرات على الصعيد الدولي جعلت من سفيان الحمبلي، أحد أكبر بارونات المخدرات في تاريخ فرنسا، والذي يخضع، حاليا، للعلاج بمدينة طنجة تحت حماية أمنية مشددة، فيما الأبحاث، والتحريات لازالت متواصلة من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة لكشف جميع ارتباطات سفيان الحمبلي المتشعبة وامتدادات أنشطته الإجرامية. وكانت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، قد تمكنت، الجمعة المنصرم، من ضبط سفيان الحمبلي، وذلك للاشتباه في تورطه في قضايا التهريب الدولي للمخدرات في إطار شبكة إجرامية منظمة عابرة للحدود الوطنية، والتزوير واستعماله في سندات الهوية. وأفاد بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أول أمس السبت، أن مصالح الأمن الوطني بمدينة طنجة كانت قد فتحت بحثا قضائيا على خلفية ولوج المشتبه فيه لمصحة خاصة باستعمال وثائق هوية ألمانية مزورة، بسبب إصابته بجروح خطيرة بواسطة السلاح الأبيض، حيث أسفرت الأبحاث المنجزة وعمليات التنقيط عن تشخيص هويته الحقيقة والكشف عن مذكرات البحث المسجلة في حقه على الصعيدين الوطني والدولي.