رد المغرب بشكل غير مباشر على "مضايقات" إسبانيا لفِلاَحته في أوربا، بعدما حثت الحكومة الإسبانية بروكسل كتابيًا على اليقظة الشديدة بشأن الامتثال للاتفاقية التي وقعها الاتحاد الأوروبي والمغرب لضمان احترام الشروط المتفق عليها فيما يتعلق باستيراد الطماطم من الدولة الأفريقية بما فيها المغرب". وكشفت صحيفة ‘الإيكونوميسطا" الإسبانية، أن "السلطات في المغرب والمملكة المتحدة سمحت لميناء بول وطنجة بإنشاء طريق للمساعدة في تجنب الازدحام المروري بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإجراءات الاستيراد الإضافية للسلع التي تصل عبر أوروبا". ولفتت الصحيفة نفسها الانتباه إلى أن هذا الإجراء الذي اتخذته بريطانيا والمغرب "يتزامن مع إشارة إنذار جديدة لطماطم جزر الكناري: وهي آفة تهدد بعرقلة الصادرات ، والتي تضاءلت بالفعل بسبب جائحة كورونا". وقالت "الإيكونوميسطا" إنه "في جزر الكناري، يتم ضمان المساعدة في نقل الطماطم والخيار إلى المملكة المتحدة، فضلاً عن الإعانات المقدمة من برنامج دعم المجتمع للإنتاج الزراعي لجزر الكناري(posei) لتسويق هذه المنتجات في الوقت الحالي على الرغم من رحيل المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، سيتم الحفاظ على هذه المساعدة". موضحة أنه "وتحقيقا لهذه الغاية، تم إنشاء إعانة مماثلة لتلك الخاصة بالنقل تسمى مساعدة لإعادة تكييف السوق، تستهدف المنتجين الذين يفقدون تلك المتعلقة بالنقل إلى المملكة المتحدة"، مشيرة إلى أن "المنتجات الرئيسية الموجهة للسوق البريطاني هي الطماطم بنسبة 67.16 في المائة من قيمة الشحنات في المتوسط، والخيار بنسبة 30.05 في المائة". وأكد المصدر نفسه، على أنه "سيتم تشغيل الرابط الجديد بين المغرب والمملكة المتحدة مرة واحدة في الأسبوع، وسيوفر طريقًا بديلًا للمصدرين المغاربة والأفارقة الذين يستخدمون حاليًا شبكات الطرق إلى المملكة المتحدة عبر أوروبا". موردة أن ذلك سيتم من خلال "تجنب عبّارتين للعبارات، أحدهما من المغرب إلى إسبانيا والآخر من شمال أوروبا إلى المملكة المتحدة، وأن هذا الاتصال الجديد سيقلل الانبعاثات بشكل كبير ويتجنب إجراءات البريكست البيروقراطية الجديدة الطويلة، بحيث تتقلص مُدد السفر مع البضائع المغربية إلى أقل من ثلاثة أيام مقارنة بأكثر من 6 عن طريق البر". كما أن هذا الخط البحري الجديد، تسترسل الصحيفة الإسبانية "سيتم استخدامه لتشجيع المستوردين البريطانيين على الحصول على المنتجات الطازجة وغيرها من المنتجات مباشرة من المغرب وبقية إفريقيا؛ وسيسهل الخط الساخن صادرات المملكة المتحدة، ويشجع التجارة المتجهة جنوبا يزيد التجارة بين سوقين". ويرى الكابتن برايان مورفي، مدير مارينا آند بورت لمفوضي الموانئ في ميناء بول، في حديثه ل"الإيكونوميسطا"، أن " خدمة "united seaways" الجديدة ستعمل على تقليص الوقت الذي تستغرقه وصول البضائع إلى النصف وستجني فوائد بيئية كبيرة من خلال تقليل نقل البضائع عن طريق البر"، مشيرا إلى أنه "ميناء بول تم تكوينه بشكل مثالي لاستقبال البضائع المصحوبة وغير المصحوبة". وأضافت الصحيفة، في مقال عنونته ب،" باب الطماطم الجديد للمغرب في المملكة المتحدة"، أن "الشخص الذي يقود هذا النهج التجاري الجديد من المغرب هو زيد الفاسي الفهري، الرئيس التنفيذي لشركة united seaways، وفي رأيه، حسب "الإيكونوميسطا" "ستخلق هذه الخدمة بديلاً مستدامًا وبيئيًا عند إطلاقها في الأشهر المقبلة". مؤكدا على أن "سرعة وكفاءة السفينة تضمن عمرًا أطول للمنتجات الطازجة مع تقليل الازدحام على الطرق ورسوم المرور وإجراءات الاستيراد الإضافية، التي ظهرت منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي". ويضيف "أتوقع طلبًا قويًا على خدمة النقل المباشر الجديدة هذه" لأن "الطريق يقدم خدمة سريعة ويتجنب التعقيدات الجمركية الإضافية للتجارة عبر الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام". وتزامنا مع هذا "طلب البرلمان الإقليمي في جزر الكناري بالإجماع إنشاء مساعدة مباشرة لتعويض الخسائر الاقتصادية للمزارعين المتضررين من العفن الفطري أو فطر البقعة السوداء في حصاد الطماطم في جزر الكناري، وخاصة أولئك في لا ألديا دي سان نيكولاس"؛ تورد الصحيفة ذاتها، وأن "كمية الثمار المتضررة حاليا تبلغ 2.160.000 كيلوغرام، وتشير التقديرات إلى أن الخسائر قد تصل إلى أكثر من 4 ملايين كيلوغرام بنهاية الموسم".