تتوجس إسبانيا من التقارب البحري بين المغرب وبريطانيا، التي خرجت من الاتحاد الاوربي رسميا في فبراير من العام الماضي بعد 47 عاما من العضوية. خاصة بعد التطورات الاخيرة، في علاقة المغرب باالاتحاد الأوربي. خط بحري جديد بين ميناء "بول"، جنوبإنجلترا و ميناء طنجة المتوسط، للتبادل التجاري ونقل البضائع سيرى النور قريبا، إذ من المرتقب أن يكون الجسر الرابط بين إفريقيا وبريطانيا التي تسع ى إلى تنويع شركائها.
موقع "The Grocer" البريطاني، كشف أن شركة "يونايتد سيوايز United Seaways" سيعهد لها بتأمين هذا الخط البحري المباشر خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث ستعمل على تقليص أوقات الرحلات على البضائع المغربية من أكثر من ستة أيام برا إلى أقل من ثلاثة.
وستعمل الشركة البريطانية "United Seaways" في البداية على تخصيص رحلة واحدة أسبوعيا من أجل نقل شاحنات نقل البضائع من وإلى المغرب، انطلاقا من ميناء بول، وهو ما سيساعد المهنيين المغاربة والبريطانيين على تفادي تعقيدات الإجراءات الحدودية التي سيفرضها الاتحاد الأوروبي على بريطانيا بعد انسحابها منه.
وأشار المصدر الإعلامي ذاته، الى أن الشركة ستركز في البداية على توفير طريق بديل للبضائع المغربية التي يتم تصديرها إلى المملكة المتحدة عبر أوروبا، كما عبرت الشركة عن أملها في تشجيع المستوردين البريطانيين على الحصول بشكل متزايد على المزيد من البضائع من شمال إفريقيا.
في سياق متصل أكدت صحيفة (إلباييس) الإسبانية أمس الأحد أن ميناء طنجة المتوسط الذي يسجل نتائج إيجابية عاما بعد الآخر يواصل "صعوده المتسارع والمذهل"، ليصبح بذلك أول منشأة مينائية بالبحر الأبيض المتوسط في العام 2020 من حيث معالجة الحاويات والبضائع.
واضافت الصحيفة أن نشاط معالجة الحاويات في المركب المينائي طنجة المتوسط تجاوز في نهاية دجنبر 2020 عتبة 5,7 مليون حاوية (ما يعادل عشرين قدما) بعيدا عن 5,4 مليون حاوية لميناء فالنسيا و5,1 مليون لميناء الجزيرة الخضراء.
وقالت الصحيفة في روبورتاج حول تطور المركب المينائي طنجة المتوسط أنه فيما يتعلق بالحمولة المحققة، فقد أنهى ميناء طنجة المتوسط عام 2020 بمعالجة أزيد من 80 مليون طنا من البضائع المعالجة، مسجلا بذلك زيادة قدرت نسبتها ب 20 في المائة مقارنة بعام 2019.
وأوضحت أن هذه الأرقام مكنت ميناء طنجة المتوسط من تحقيق تقدم كبير في تصنيفات (لويدز ليست) و(تدبير ومعالجة الحاويات)، ليتموقع في المركز 35 خلال عام 2019.
وأشارت صحيفة (إلباييس) إلى أن قوة المركب المينائي طنجة المتوسط تكمن، بالخصوص، في بنياته وتجهيزاته الأساسية، مضيفة أن الميناء يتوفر على مناطق حرة تضم أكثر من 900 شركة ومقاولة تشغل ما يصل إلى 75 ألف شخص في قطاعات مثل صناعة السيارات وصناعة الطيران والنسيج واللوجستيك.
ودشن المغرب عملية توسيع ميناء طنجة المتوسط 2 من أجل مضاعفة طاقته ثلاث مرات، حيث انتقلت من 3 ملايين إلى 9 ملايين حاوية في السنة، ليصبح بذلك أول ميناء متوسطي من حيث الطاقة الاستيعابية.
أما صحيفة "الكونفيدينثيال" الإسبانية فقد سبق وحذرت في يناير الماضي أن ميناء (الجزيرة الخضراء) الإسباني يواجه خطر منافسة حقيقية من جانب ميناء طنجة المتوسط الجديد : "طنجة ميد".
ورغم كون الميناء الإسباني يُعد الأهم في البحر المتوسط بالنسبة للتجارة البحرية باستقباله حوالي 300 سفينة يوميا وكونه أحد أكبر الموانئ الأوروبية إلى جانب موانئ روتردام وآنفير وهامبورغ إلا أن ميناء طنجة الجديد، الذي استثمرت فيه لامملكة 8 مليارات دولار، أصبح منافسا قويا على الفرص المتاحة في منطقة مضيق جبل طارق الحيوية للتجارة العالمية وحركة النقل الدولية.
ويتميز الميناء المغربي عن نظيره الإسباني بكونه يتوفر على بنى تحتية هامة في جواره لا وجود لها في محيط الميناء الإسباني.
ودعت الصحيفة الدولة الإسبانية إلى أن تنشغل بهذه المستجدات، وليس ميناء الجزيرة الخضراء فحسب، مشيرة إلى أن هذا الميناء، الذي يعد الأهم في إسبانيا، انتظر أكثر من 100 عام أن يتعزز بخط سكك حديدية يربطه مباشرة بأوروبا، لكن لاشيء تحقق ، رغم أن الاتحاد الأوروبي أعلن قبل 8 سنوات أن ربط ميناء الجزيرة الخضراء بشبكة النقل الأوروبية "أولوية ذات طابع إستراتيجي". مع ذلك الأشغال الجارية في هذا المجال ما زالت تسير بوتيرة سير السلحفاة.
وتخشى مدريد علاوة على الميناء المتوسطي من إمكانية تعرضها إلى تهميش أكبر إذا ما تم انجاز مشروع بناء جسر أو نفق يربط بين المغرب وجبل طارق البريطاني.