افتتحت رابطة الكتاب الشباب بالريف الموسم الثقافي 2017-2018 بالناظور بمائدة مستديرة حول موضوع " الكتاب والمؤلف، مسيرة ألف ميل" وذلك يوم الاحد 7 يناير 2018 بمكتبة المركب الثقافي لاكورنيش. وقد أطر هذه المائدة كل من السيد "مندوب" وزارة الثقافة بالناظور حفيظ البدري، الاستاذ الكاتب و"البيبليوغرافي" عبد الواحد العرجوني، الاستاذ الكاتب و"المؤلف لإصدارات مختلفة" مولاي الحسن بنسيدي علي، الاستاذ "الكاتب والكتبي" الخضر الورياشي، الاستاذ عزيز الزازري الكتبي و"ممثل مجال الطبع"، وترأسها الاستاذ عبد الوهاب بن علي. وعن موضوع المائدة، فقد استهلها السيد المندوب بالحديث عن المكتبات والمراكز السوسيوتربوية في المدينة وكذا عن غياب ثقافة الكتاب والتشجيع عليها داخل المؤسسات التعليمية، كما كشف عن مخطط المندوبية الاقليمية لوزارة الثقافة بالناظور والذي خصص لعقد شراكات مع جمعيات للعمل سويا على التعريف بكتاب الناظور وتنظيم معرض الكتاب والمساهمة بالرفع من الشأن الثقافي في المدينة التي تسجل كل سنة عددا جديدا من الاصدارات الادبية حسب الاحصائيات التي قدمها البيبليوغرافي الاستاذ عبد الواحد العرجوني في كلمته التي خصصها للابداع في الريف الشرقي (الناظور والدريوش)، والتي فصلت الادب الامازيغي ورواده وعدد اصداراتهم في السنة، ثم الادب الفصيح ورواده وكذلك اصداراتهم وتنوعها (شعر، قصة، رواية، مسرح..). وكان الكاتب الاستاذ مولاي الحسن بنسيدي علي من الاسماء التي وردت في التقرير البيبليوغرافي، لتنوع اصداراته وتجربته الابداعية التي شاركنا من خلال مداخلته بما يعانيه الكاتب خاصة بعد اصدار عمله الادبي الذي لا يجد تفاعلا من المهتمين بالادب ويهجر ويصبح غريبا بسبب ما سماه بعوامل الانكماش والتي لخصها في ثمان نقط اهمها غياب التحفيز والنوادي الادبية ودور الطبع والتوزيع.. و ظهور لوبيات فاسدة تنصب أنفسها ووصية على الثقافة في الاقليم. ومن الكاتب إلى الطبع، لا بد من الوقوف والاستماع الى كلمة الاستاذ عزيز الزازري صاحب مطبعة الشمال بالناظور، الذي تحدث عن آليات الطبع وعن الجودة التي تفرض نفسها بثمن يرفضه المؤلف في غالب الاحيان نظرا لغياب المعلومات الكافية عن الطبع كأدب وتجارة. وقد جدد الاستاذ عزيز في كلمته انه مستعد دائما للمساهمة ومد العون للاصدارات الجماعية خاصة وأنه يعمل جاهدا ومنذ شهور على تنظيم معرض للكتاب في الاقليم وينتظر الدعم الكافي من الجهات الوصية والشراكة مع الكتاب والكتبيين. "البلوكاج الثقافي والإبداعي في الناظور" هكذا عنون الكاتب والكتبي الاستاذ الخضر الورياشي ورقته التي شارك بها في مداخلته، وقد عزا هذا البلوكاج الى مجموعة من الاسباب من بينها تراجع مشروع القراءة، تنظيم مهرجانات موسمية واحتفالية يغلب عليها البهرجة والأضواء والشعارات، يُراعى فيها المصالح الضيقة والعلاقات الشخصية على حساب الثقافة الهادفة والأدب الجادِّ والفنِّ الرفيع، غيابٌ تامٌّ لمؤسسات الثقافة المختلفة التي تحتضن المواهب والكفاءات والطاقات في ميادين الفن والمسرح والسينما والموسيقى.. والاكثر من ذلك افتقار المدينة إلى مسؤول كبير، أو مثقف بارز، أو شخصية نافذة سواء من الأعيان أو من الجامعيين الأكاديميين، يهتم بالشأن الثقافي العام، ويأخذ بأيدي المثقفين، ويكون له دور فعالٌ في سُمْعة المدينة الثقافية! وبعد مداخلات الحاضرين التي أجمعت على عرض الشراكات بين المؤسسات التعليمية والادارات الوصية وكذا العمل الثقافي الجاد لإحياء ثقافة الكتاب والقراءة، ونددت بغياب دور الثقافة والمراكز المتوفرة على قاعات تناسب كل الانشطة كالمائدة المستديرة التي كان شكلها مساء الاحد مستقيما. وبعد الصورة الجماعية التي جمعت ما تبقى من الحاضرين في القاعة، سلمت الشواهد التقديرية عرفانا على مساهمة ضيوف الرابطة في اغناء موضوع اللقاء.