وأنا داخل إلى المعهد العالي للعلوم التطبيقية بالناظورسمعت شابات يطلقن حناجرهم الدهبية بالزغاريد ، إعتقدت في البداية أن الأمر يتعلق بزفاف بجوار المعهد ،لكنني تفاجئت حينما أدركت أن من قام بدلك لم يكن سوى بعض متدربات شعبة السكريتارية بالمعهد. فبقدر ما إطمئنيت على مستقبل النكافة بالناظور، بقدر ما حز في نفسي المستوى الجد متدني الدي وصل إليه شبابنا، لكن على الأقل تلك المتدربات وإن لم يفلحن في الدراسة ،سينجحن في أشياء أخرى.هدا التصرف اللامسؤول لهؤلاء المتدربات وما أعاينه يوميا من فضاعات ،وجرائم أخلاقية لا يعاقب عليها القانون ،وأبطالها شبان الناظور الدي قتلوا ماضيهم وجعلوا حاضرهم يستغيث ،ومستقبلهم يحتضر دفعني بقلب غاضب ،مدفوع بإنفعالات وجدانية إلى أن أخط هدا الموضوع. فلا يختلف إثنان في كون الحياة بجامعة سلوان ، وبمعهد تاويمة أصبحت بالنسبة لجل شبابنا مرحلة تسكع وقصص غرامية ،وفضائح أخلاقية لا تخفى على أحد، أما الدراسة فهي في أخرالأجندة،شبابنا لا تفارق سماعات الأيبود والهواتف أدانهم حتى داخل الفصل مما يؤثر على جودة التعليم وعلى العلاقات بين التلميد والأستاد، وهناك فئة من الشباب تدخل حجرات الدراسة وهي مفصولة كليا عن عالمها الخارجي ، وتصنع دوخة إصطناعية من مخدرات، ،وحشيش ،وغيرها من الكيماويات التى تجعلها تعيش عالما خاصا بها يختلف كليا عن عالم الواقع ، أما مظهر بعض شباب الناظور فيجعل كل إنسان له قلب يدرف دموع الحصرة والشفقة ، فبدريعة إتباع الموضة أنزل بعض الشباب سروله تحت خصره ، وطالبات إرتدين سراويل جد ضيقة لا أعلم كيف يتحملها جسدهن، ومتزينات بشكل زائد عن اللزوم ، وكأنهن داهبات إلى كباريه ،في حين أن فئة أخرى من الفتيات لابسة من غير هدوم وتضهر نصف صدرها وبالأحرى ثدييها ليراه بعض الناس كما يروا سلعة عفنة معروضة خلف زجاج محل تجاري، أما إظهارالبطن فهو أخف الأضرار مقارنة مع إظهارنصف المؤخرة. وإدا كان مجازوا وقتنا هدا عاجزين عن تركيب جملة باللغة الفرنسية ، فإنه يبدوا أن الجيل القادم لن يستطيع تركيب جملة باللغة العربية لكنه بالمقابل يعرف التفاصيل الدقيقة عن حياة الفنانين ، وعوض تقديسه للعلم ، فإنه يقدس ميسي ،ورونادوا ويتبع أخبارهم ساعة ، ساعة على حساب معرفته بواقعه ، وتراثه، وتاريخه، ودينه. و علاقة بالين يبدوا أن جل شباب الناظور يعيش فسادا دينيا رهيبا لم يسبق له مثيل ، وإلا فأنظروا إلى المساجد كيف هجرها الشباب ، وأصبحت مأوى للعجزة وكبار السن. صراحة شبابنا لم يتعلم من المدارس سوى الغياب و الكذب على “الحراسة العامة” و التأخير و عدم الوفاء بالمواعيد و السهو أمام الصبورة و الملل من كلام لا ينفع, و ضرب الأستاذ بالأوراق دون أن يعلم أنه في اللحظة التي يكون يلعب فيها بالأوراق هناك بالمقابل في بلدان أخرى من يخطط على الأوراق . بل وهناك من شباب الجامعة السلوانية من وصل إلى مرحلة صنع صواريخ من نوع”جوان” والجلوس فى زوايا متوارية مع “الساطات”… وعلى دكر الساطات أتحدى أي كان أن يثبت أن هناك شابا ناظوريا واحدا لم يتصاحب في حياته ، لأن عقلية الناظوري تعتبر أن “التصاحيب” هو سطاج ما قبل الزواج ، ولمعاينة دلك يكفي القيام بجولة قصيرة بكورنيش سيدي على لنرى بنات في عمر الزهور ، يضعن فوق رؤوسهن ما يسمينه حجابا ،رفقة شباب لا هدف له فى الحياة، سوى البعث عن المتعة ، لن ترى سوى واحد معنق واحدة،بل أكثر من دلك ترى من يتبادل القبل، في بلد قيل أن دينه الإسلام،وفي مدينة يحكى عن أهلها أنهم محافظون، حتى يخيل للواحد أنه ليس بمدينة الناظور، ويخرج بإنطباع سيئ عن العفة التى نتشدق بها أمام كل ينعتنا بأن الشرف رخيص ببلادنا.إلى درجة أن كل مقبل على الزواج أصبح يدعوا الله قائلا “الله يجيبلي شي بنت الناس لي داسو عليها غير ربعة” وهدا ليس غريبا لأن هناك شابات ناظوريات عديدات تخلين عن شرفهن بدريعة الحب والزواج ، لكنهن يتجاهلن عمدا ،أن الشباب الناظوري بطبعه يبحث دائما عن زوجة مثل أمه ، وأنه لما يريد الزواج بالمعقول فإنه يترك تلك التى فرطت في جسدها ، ويبحث عن أخرى عازبة ، أو مرقعة دون أن يدرى ، لأنه يعتبر كما سلمت جسدها له فهي قادرة على أن تفعل دلك مرات ومرات مع غيره. ما بال شابات الناظور لم يدركن بعد أننا نحن شباب الناظور نعتبر كل فتاة منحت جسدها كشوينغوم، بمجرد ما نرتشف حلاوة جسدها سنقوم بريمها ،ونبحث عن شوينغوم جديد ، يكون مداق جسدها أكثر حلاوة. ولكم أيها الناظوريات أن تستفدن من أخطاء العشرات بل المئات اللواتى غرربهن بوعود زواج كادبة وسلمن جسدهن لدئاب بشرية ، ليجدن أنفسهن في النهاية أمهات بدون زواج ، وأصبحن منبودات من قبل عائلتهن ومجتمعهن ومنهن من أصبح لهن مستقبل زاهر في فنادق الدعارة وأوكار الفساد بالإقليم. لكن بالمقابل يوجد بالناظور فئة توسمنا فيها حمل راية التغيير ودفع عجلة النمو،إنهم فرسان جامعة سلوان نخبة المجتمع ، والدين وهبوا حياتهم قربانا للعلم،في معابد الجد وسهرالليالي،ومنهم من نال شهادات عليا بغية السير قدما بالبلاد نحو الرقي والتقدم، لكن قدرهم اللعين قدف بهم إلى الشارع تحت هروات المخزن، وهناك من أصبح طعما لحيتان البحر،أما المحظوظين فقدا نجحوا في الوصول إلى الضفة الأخري حيث وجدوا جنة حارقة وفردوسا مزيفا. وهنا يجب التدكير أن جامعة سلوان عاشت في الأيام القليلة الماضية أوقاتا عصيبة وإضطرابات بالجملة كانت كفيلة بأن تظهر للرأي العام الناظوري سياسة الكيل بمكيالين وإزدواجية التعامل لدى مسؤولينا مع شبابنا ،فقبل أيام قليلة إستقبل السيد العامل العاقل بحفاوة كبيرة وفد من جاليتنا القادمة من بلجيكا وخصصت لهم عناية فائقة،وقدمت لهم أشهى الأطباق، وإنهالت عليهم دعوات مختلف شخصيات الإقليم .فألف شكر للسيد العامل ولمسؤولينا الكرماء ،وأبناء الجالية على رؤوسنا وفي عيوننا ، لكن ما لم يتحمله أي ناظوري أنه قبيل أيام قبل وصول وفد الجالية داق شباب جامعة سلوان الويلات ما لشئ إلا لأنه تحرك سالما رافعا رايات تترجم معاناته ،لقد كانت مطالبهم بسيطة جدا، لم يكن هدفهم هو الضغط لتعديل الدستور أو حل البرلمان أو إبعاد آل عباس الفاسي عن دوالب الحكم ، لم تكن رغبتهم إسقاط رموز الفساد بالإقليم أو مصاصي دماء الناظورين ، لم تكن إرادتهم هي محاكمة بعض المنتخبين الدين إختلسوا الملايير، أوفتح التحقيق مع مترشحين تحولوا بين ليلة وضحاها من بائعي أسماك على الدواب إلى أثري أثرياء إقليمالناظور رغم أنهم خريجي المقاهي بشهادة عاطل عن العمل وعاطل عن التفكير،ولم يكن نصب أعينهم محاربة الرشوة و القضاء على المحسوبية و سياسة باك صاحبي .وإنما كان كل أمل فرسان جامعة سلوان أن يتوفر لهم حي جامعي ، ومقصف ومصحة جامعيتين وهي مطالب ضرورية وبسيطة لن تعجز ثاني أغنى إقتصاد بالمغرب .إلا أن مسؤولينا مرة أخرى قرروا فتح حوار بناء على طريقتهم ، وبدل القلم كانت الزرواطات تنهال على أبدان هزيلة أنهكتها سنوات الدراسة الطويلة. إدا كان مسؤولينا يريدون تعزير روابط أبناء الجالية بوطنهم المغرب طمعا في العملة الصعبة التى قد تدخها في خزينة الناظور فإن عليهم أن يعوا تماما بأن الرأسمال الحقيقي والكنز الثمين وبترول الناظور هم شبابه ومثقفيه لأنهم هم أدرى بشؤون مدينتهم وأكثر قربا من مشاكل ساكنتهم وحاجياتهم وهم المرشحون فوق العادة لحمل مشعل الكفاح والنظال من أجل إعلاء شعار “الله ، الوطن ، الملك”. هكدا إدن يبدوا واضحا أن شباب الناظو أصبح محاصرا من كل جانب محاصرا من قبل هروات السلطة من جهة ومن طرف سلوكات الإنحراف المتزايدة من جهة أخرى والأخطر من دلك أنه أصبح محاصرا بنارفكرديني متشدد ،لأن هناك أعداء للوطن وللنجاح يستغلون حاجة شبابنا وفقرهم وخدلان مسيريي شؤونهم وإهتزازحسهم الوطني بفعل كل مظاهر القسوة التى يعانونها ولازالوا من كل جانب من أجل التغريربهم والزج بهم في نفق الفكر الظلامي المتشدد وإرغاهم على تفجير أنفسهم كما حدث مؤخرا بمراكش .فلكم الله يا أبناء الناظور يا أحفاد الشريف محمد أمزيان .