لندن: قال باحثون ان خللا فى الطريقة التى تزيل بها الخلايا البروتينات التالفة يمكن أن يكون العامل الذى يثير أعراض مرض الشلل الرعاش المعروف باسم “باركنسونز”، وهو اكتشاف قد يقود الى علاجات جديدة لهذا المرض المستعصي. وركز الفريق الامريكى على عملية تسمى الالتهام الذاتى تقوم فيها الخلايا بهضم الجزيئات التالفة واعادة تدويرها بما فى ذلك البروتينات التى تنمو مع تقدم الخلايا فى العمر. وهذا النظام يعيد بشكل اساسى تجديد الخلايا لتواصل ممارسة وظيفتها على نحو سليم. وقالت انا ماريا كويرفو عالمة بيولوجيا الخلايا التى قادت الدراسة ان هذه الآلية هامة أيضا فى الخلايا العصبية الموجودة فى الدماغ حيث يمكن للبروتينات المعتلة أن تقتل الخلايا وتسبب الأعراض الموهنة لمرض “باركنسونز” مثل الارتجافات. وقالت كويرفو الباحثة بكلية ألبرت اينشتاين للطب بجامعة يشيفا “اكتشفنا أنه فى مرض “باركنسونز” توجد مشاكل فى ازالة البروتينات الشاذة”. ويمكن أن تؤدى هذه النتائج الى ابتكار عقاقير لمعالجة الاعراض لكن ليس لعلاج المرض الذى يعانيه أكثر من مليون مريض فى الولاياتالمتحدة وحدها والذى يتسم بموت خلايا الدماغ التى تفرز “الدوبامين”. و”الدوبامين” ناقل عصبى أو مادة كيميائية تحمل الرسائل المرتبطة بالحركة. وكانت كويرفو قد أوضحت فى السابق كيف أن أشكالا متحورة لاحد البروتينات الذى وجد فى نسبة ضئيلة من مرضى “باركنسونز” حالت دون تحلل المواد ومنعت الخلايا من ازالة البروتينات التالفة. وفى الدراسة أظهر الفريق كيف أنه فى غالبية المرضى يقوم الدوبامين بتغيير البروتينات العادية لتعمل بنفس طريقة البروتينات المتحورة فتثير الارتجافات وأعراضا أخرى. وقالت كويرفو “ما اكتشفناه هو أن الدوبامين يغير هذا البروتين الذى يحاكى التحور بالفعل... ولهذا تظهر نفس الاعراض.” وأضافت أن دراسات ربطت أيضا بين مشاكل هذه العملية وبين حالات للتدهور العصبى مثل مرض الزهايمر. وذكرت كويرفو أن ابتكار عقار لعلاج التحلل فى مرضى “باركنسونز” سيستغرق سنوات لأن الباحثين سيحتاجون الى وقت ليفهموا بشكل كامل كيف تحدث العملية. وقالت “هذا لن يؤدى الى علاج سريع ... الامل هو أن نستطيع فى غضون خمسة أعوام مساعدة الشركات فى ايجاد عقار قادر على تنشيط هذا النظام”.