دعا العاملون في المسرح والفنون الدرامية بالحسيمة أمس إلى تأسيس تنظيم تابع لنقابة مهنيي الفنون الدرامية بحضور أعضائ المكتب الوطني. التوصية جاءت في ختام لقاء وطني نظم بالمدينة تحت عنوان " المستجدات القانونية في المجال الفني وأفق التنظيم" ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الحسيمة المسرحي المنظم من قبل مؤسستي فضاء الأورمتوسطي للفرجة والفنون الدرامية وجمعية الريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة. أطر اللقاء، كل من الناقد والكاتب والمخرج المسرحي محسن زروال، وعمر جدلي مخرج وممثل نقابة مهنيي المسرح والفنون الدرامية، والمخرج والناقد في المسرح الأمازيغي لعزيز محمد. وقد أثار مسرحيو الحسيمة، المشاكل التي يتخبط فيها الجسم المسرحي بالمنطقة رغم الطفرة النوعية النتي بصم عليها خلال السنوات الأخيرة في الساحة المسرحية الوطنية، ومن بين الإكراهات غياب التعاقد النموذجي في المعاملات البينية للفاعلين في الحقول الفنية والدرامية، وإذعان الممثل المسرحي على العمل في شروط غير مناسبة. وفي خضم تفاعل النقاش، أسر ممثل نقابة مهنيي المسرح والفنون الدرامية عمر جدلي على أن الأخيرة عازمة بمعية على تأسيس فرع لها بالحسيمة قبيل انعقاد مؤتمرها العام بعد إلحاح مسرحيي الحسيمة. وناشد المتدخلون كل المعنيين بقطاع المسرح والفنون الدرامية والمهن المجاورة لبذل المزيد من الجهود، ترسيخا لإطار قانوني وأخلاقي تحتكم إليه الممارسة الفنية الدرامية بالمغرب أكثر تفهما للقطاع وأكثر مرونة وإنصافا للفنان. جمهور الحسيمة وعشاق المسرح كان موعدهم مساء بدار الثقافة الأمير مولاي الحسن مع عرض مسرحي إختير من قبل وزارة الثقافة من بين أفضل العروض العشر المسرحية بالمغرب، خلال تظاهرة وطنية نظمتها الوزارة قبل أسبوعين بتطوان، ويتعلق الأمر بعرض" من أحرق الشمس" لفرقة أريف للمسرح الأمازيغي بالحسيمة. المسرحية من تأليف سعيد أبرنوص وإخراج محمد أمين بودريقة وتشخيص كل من محمد المكنوزي وشيماء العلاوي ومحمد كمال التغدويني وإكرام حجازي. المسرحية يشخصها نزلاء مجانين نتيجة صدمات اجتماعية عنيفة وقاسية في مستشفى الأمراض العقلية، حيث العبث والجنون واستحضار الهواجس وتمزق الذات بحثا عن الهناء والتخلص من العار، في المستشفى عند طبيب المجانين الذي سيصير هو الآخر مجنونا نتيجة جنون البيئة. عرض مسرحي يحيل على جانب كبير من العنف المجتمعي المرتكب في حق الذات، عرض يعالج المشاكل الإجتماعية وتبعاتها النفسية على المجتمع، وذلك على لسان مجانين نزلاء مستشفى الأمراض العقلية داخل المسرحية ليبقى السؤال مفتوحا: من أحرق الشمس؟ فعاليات المهرجان متواصلة إلى غاية الأحد المقبل