تزحف الدعارة بشكل كاسح في النقطة الحدودية بين بني انصار ومليليةالمغربيتين وذلك في ظل تحول المجتمع الريفي الذي غمرته بدوره رياح الانفتاح والحريات الفردية والجماعية التي تذكيها الفضائيات، وتشجعها جمعيات الدفاع عن حقوق النساء التي أسيئ فهم رسالتها النبيلة بسبب الجهل والأمية في صفوف النساء. وأصبحت الدعارة متفشية في الأوساط الشعبية بشكل لافت، إذ نلاحظ المطلقات والعوانس يسرقن لذة الجنس من المومسات المحترفات وكذا من التلميذات والطالبات اللواتي دخلن في التجارب والمغامرات التي قد تفضي في الغالب إلى احتراف أقدم مهنة عرفتها الأرض… الوساطة في خدمة الدعارة…تنتشر الدعارة الرخيصة ، التي تحركها الفاقة والفقر وحب المغامرة ، بمليلية حيث تنشط أقدم مهنة في تاريخ البشرية فيالبيوت المأهولة والحانات، فيختلط مفهوم «اصطياد» الفتيات والنساءالقابلات لممارسة الفساد ، بسقوط بعضهن في مكامن نزوات عابرة من باب التجربة والمغامرة. ففي أحياء باريوتشينو مثلا ينشط سوق الدعارة الرخيصة في معادلة يفوق فيها العرض الطلب على تهالك الذوات البشرية في عمليات محظورة أخلاقيا ، لكنها مباحة عمليا لأنها تتم في السر والخفاء بعيدا عن أنظار المصالح الأمنية التي لا تتدخل إلا في حالات التلبس التي يصعب إثباتها . وتجد عروض المفاتن ، والكشف عن مظاهر الأنوثة ، صدى لدى قناصي المتعة من الإسبان كما أن جل المطلقات وحتى الغير مطلقات يفضلن كبار السن طمعا في المال أوتأشيرة السفر .. والعارف بأحوال هذه المدينة وظروفها يعي جيداً أن كثرتهن وتواجدهن يوميا في الشوارع والأماكن العامة لا تعني أنهنّ زائرات أو سائحات وإنما هنّ مطلقات أو أرامل أو أنهن تركن بيوتهن بسبب مخالفات أخلاقية وهربن للسكن مع صديقة أو صديقات مقيمات منذ فترة وبدأن يمارسن الدعارة الفاضحة من أجل الربح وتغطية مصاريف البيت وفواتير المياه والكهرباء وشراء الحليّ والملابس الفاخرة وتلبية دعوات الولائم المختلفة.هذه الأمور (الدعارة) لا تخفى على أحد من رواد مليلية فهي منتشرة في الشوارع بمركز المدينة وفي البيوت المستأجرة والمقاهي والمطاعم المختلفة،خاصة في ساعات الليل المتأخرة