انتماؤنا لقرية أركمان الجميلة/القبيحة، يفرض علينا في اعتقادي مجموعة من المتطلبات: 1 أن نناضل ضد إحباطات الواقع، وانغلاق الأفق، وعتْمة المدى، لكي نستطيع أن نكون. 2 أن نقنع ذواتنا بأن الصمت توأم الموت، والإنكماش انتحار، والقعود هروب من مواجهة الواقع والمسؤولية، 3 أن نصارح ذواتنا، وأن نبوح بمكنوناتها، وأن نرفع صوتنا عاليا ليسمعه الجميع، ولو كان المكان الذي نصوت فيه جوف واد سحيق. 4 أن نسعى إلى رفع الحيف والتهميش والعزلة عن محيطنا، وأن نقول كفى من الإقصاء، والظلم. 5 أن نقف في وجه من لايرى في قريتنا الجميلة المغتالة سوى البقرة الحلوب، يرضع ضرعها، ويملح سمنها لمن يأتي من ذريته بعد أن يرحل عن هذه القرية غير مأسوف عليها. 6 العمل على الأصعدة الإعلامية، والمؤسسات الثقافية كل على حسب موقعه ليعرف بإمكانيات المنطقة، ومؤهلاتها التي تجعل منها منطقة قادرة على العطاء، والمساهمة في التنمية الوطنية والإنسانية. 7 أن نعرف بتاريخ رجالاتها الصادقين المخلصين، ونضالهم من أجل كرامة هذا الوطن، وأن نبقي على رصيدهم ومن خلالها نرسم معالم الطريق للأجيال القادمة، وأن نزيل من أذهانهم تلك المقولة البئيسة التي نرددها والتي تقول بإشبذانن غير النافعين. 8 أن لانخاف، ولا ننافق، ولا نضع رؤوسنا في الرمال كالنعامة، بل نفضح كل من سولت له نفسه أن يضحك على دقوننا، حتى لا يستغبينا أحد، فالتاريخ لنا وليس للمرضى نفسيا، والجهلة، الأميين. 9 أن نعشق هذه القرية، نتغنى بها، بطبيعتها، وأن نترجم هذا الحب فنا موسيقيا، وشعرا، وتشكيلا، وسنيما.. 10 أن نكون كجبالها صلابة، وزقومها مرارة، وزهر لوزها منظرا، ومياه أنهارها صفاء، وثلوجها نقاء… أن أكون أحد أبناء أركمان يعني أن أعتز بانتمائي إليها، وأشعر أني مسؤول وعلي أن أتحمل مسؤولياتي اتجاه هذا الإنتماء، حسب إمكانياتي، ومواهبي، ومواقعي، أن أكون حاضرا فكرا وروحا وجسدا في قلب أحداثها باعتباري شاهد عيان وإحساس على ما يتفاعل فيها من أحداث، وهذا اضعف الإيمان، وعلي أن أخجل من نفسي عندما أكون قادرا على القول، فألوذ بالصمت، وأموت في الصمت. فمن يكن ذا فضل ويبخل بفضله على قومه يُستغن عنه ويذمم.