في إحدى الأسواق الخاصة ببيع مستلزمات المشعوذين في مدينة لومي، عاصمة توجو، تزخر رفوف الباعة بجماجم بشرية، وبقايا الزواحف والكلاب، وجلود الخفافيش، وغيرها من أعضاء الحيوانات. وتعود تجارة العظام وبقايا الأحياء في توجو، إلى ديانة «الفودو» المنتشرة هناك، ويبقى السوق عبارة عن «صيدلية»، تمتلئ على آخرها بجميع وصفات المعالجين التقليديين، مثل المشعوذين والمعالجين الروحانيين. وتواجه التجارة التقليدية، بحسب موقع «عربي 21»، كسادًا في الآونة الأخيرة، بفضل اللوائح والقوانين الحكومية المقررة لضبط عمليات الصيد، وبسبب تراجع عدد كبير من السكان عن معتقدات «الفودو»، فضلًا عن عدم استنادها إلى قاعدة علمية. وتقول أستاذة علم الاجتماع بجامعة لومي، بييفي كباكبو، إن «هذه الممارسات خالية من أي أساس علمي وتأثيرها نفسي بحت، فحين يواجه أحد السكان مشكلة ما فإنه يذهب إلى المشعوذين لاستشارتهم، معتقدًا بأن الشفاء يكمن في وصفاتهم». كما يقول الأمين العام لسوق الوثنيين في لومي، كريستيان جيدينون: «منذ عشرات السنين والمعالجون الروحانيين يتناوبون، جيلًا بعد جيل، من أجل إنقاذ الأرواح البشرية». ويفسر «جيدينون» إقبال السكان على السوق، فيقول: «لأنه حين يذهب أحدهم لاستشارة معالج روحاني، فإن الأخير يشير إليه بضرورة إحضار رأس أفعى أو جزء من جلد الأسد أو الضبع، لإقامة احتفال معين بدعوى إنقاذ حياة أطفاله مثلًا.. وهكذا يأتي السكان إلى السوق لجلب مستلزمات المشعوذين، حيث لا يمكنهم الذهاب إلى الغابات لصيد الحيوان المطلوب للعلاج». «السوق ليس مكانًا لبيع المواد الغذائية، بل هو شبيه بالصيدلية»، هكذا فسر إلياس كوامي، أحد المرشدين في السوق، قلة الإقبال على المكان، مضيفًا: «السكان يقصدونه فقط عند الضرورة.. ومنذ بضع سنوات كان التوجوليون يأتون، سواء بغرض الشفاء، أو لإنعاش نشاط معين.. أما الآن فالوضع بات مختلفًا، والتجارة تواجه مخاطر كبيرة تهددها بالاندثار نظرًا لتراجع أعداد روادها».