قال وزير الداخلية المغربي امحند العنصر مؤخرا خلال عرض مشروع الميزانية الفرعية برسم سنة 2013 بمجلس النواب أن المصالح الأمنية المغربية حجزت خلال الأشهر العشرة الأولى من العام 2012، 127 طنا من مخدر الشيرا و 117 طنا من الكيف ، كما أوضح في ذات الجلسة أن المساحات المزروعة من القنب الهندي عرفت تراجعا بحوالي 60 بالمائة مقارنة بسنة 2003 . وبالمقابل أكد وزير الداخلية الاسباني في تقرير صادر عن وزارته أن المصالح الأمنية الاسبانية حجزت 682672 كلغ من الحشيش المغربي سنة 2008 ، فيما أشار تقرير آخر صادر عن الحرس المدني الاسباني إلى حجز الأخير 400.000 كلغ من الحشيش واعتقال 10 آلاف شخصا يتاجرون في المخدرات خلال السنة المنصرمة ،واستنادا إلى هذين التقريرين يتأكد أن عمليات تهريب المخدرات من المغرب إلى اسبانيا متواصلة . ولا شك في أن تورط عناصر أمنية سواء العاملة بالموانئ المغربية أو المرابطة على طول السواحل الشمالية للبلد يسهم بشكل رئيس في استمرار هذا الوضع . هذا بغض النظر عن الكميات الكبرى التي تحجز بالسواحل الجنوبية الاسبانية على يد البحرية الفرنسية ، وفي هذا الإطار ذكرت مصادر أن الأخيرة حجزت أخيرا كميات من المخدرات وزورقين كانا انطلقا من سواحل الناظور ، فيما أن الكميات التي تضبطها المصالح الأمنية الفرنسية فوق أراضيها فتعد بالأطنان لا سيما بمعابرها الحدودية الجنوبية مع اسبانيا . معركة بلا نهاية ضد تجارة المخدرات لا جدال في كون البلدين الجارين المغرب واسبانيا يقومان من حين لآخر بحملات أمنية تصديا لظاهرة تهريب المخدرات وغالبا ما تسفر عن حجز أطنان من الحشيش المغربي الذي يهرب بحرا وجوا من قبل عصابات دولية ، وتسخر هذه الأخيرة إمكانيات متطورة بهدف إنجاح عملياتها التي تتم بطرق محكمة ودقيقة ، حيث يلجأ المهربون إلى استعمال زوارق مطاطية ذات محركات قوية ، فضلا عن استعمال الطائرات الصغرى التي تهبط فوق مدرجات مصطنعة ، غير أن هذه الطائرات كثيرا ما تفشل في إتمام عمليات التهريب بسبب تعرضها لأعطاب خلال عملية النزول فوق هذه المدرجات التي تكون غير ملائمة لاستقبالها ، وتسجل مناطق مختلفة بشمال المغرب لجنوح طائرات من هذا النوع عجزت عن الإقلاع جراء تعرضها للاعطاب أثناء عملية الهبوط ، ويبقى السؤال المطروح في هذا الشأن ، ما محل الرادارات المغربية من هذه الطائرات الصغرى التي تخترق الأجواء المغربية دون أن ترصدها القوات الجوية المغربية ، في الوقت الذي لا تفلت نظيرتها الاسبانية أي خرق جوي من هذا القبيل ، إذ بمجرد أن تدخل هكذا طائرات الأجواء الاسبانية إلا رو صدت وطوردت من قبل طائرة حربية لترغمها على الهبوط الإجباري . يستشف من خلال ما ذكر أن المعركة التي تخوضها السلطات الأمنية المغربية ونظيرتها الاسبانية على عصابات تهريب المخدرات ستظل مفتوحة طالما أن تجارة المخدرات تشكل جزء من السياسة الاقتصادية التي تنتهجها العديد من دول العالم المستفيدة من هذا النشاط المحظور، خاصة وان الطلب على هذه المخدرات يفوق العرض ، ثم إن تواطؤ أمنيين منتسبين لمختلف الأجهزة المختصة في مكافحة المخدرات مع شبكات التهريب يشكل الحلقة الأصعب في هذه المعادلة المعقدة ، كما أن رياح الاعتقالات التي تعصف من حين لآخر ببعض هذه العناصر بكلى البلدين الجارين لا تعتبر قوة رادعة ولا عبرة لكل من سولت له نفسه الدخول في هذا المحور الحابل بالعواقب الوخيمة. وفي ضوء تواصل عمليات تهريب المخدرات نحو الأراضي الاسبانية من مختلف نقاط التهريب وبمساعدة عناصر أمنية مغربية واسبانية ، يصبح أمر مكافحة الظاهرة أشبه بالموجة التي تنكسر أمام أول صخرة تلتطم بها . مراكز القوات المساعدة معاقل لشحن المخدرات في سياق ما ذكر ، أفادت العديد من المصادر المرتبطة بنشاط تهريب المخدرات أن الموانئ المغربية تدخل ضمن النقاط الأكثر حيوية في هذا المجال ، إلى جانب الزوارق المطاطية والنفاثة التي تعد من أهم وسائل تهريب المخدرات انطلاقا من السواحل الشمالية والجنوبية للمغرب في اتجاه نظيرتها الاسبانية وشواطئ الجزر الكناري ، وفي خضم هذا الحراك المحظور تبدو السلطات المغربية مكتوفة الأيدي خصوصا إزاء الحركة الدءوبة لعمليات التهريب التي تسجلها سواحل إقليمالناظور والتي دأبت الجريدة على إثارتها في سلسلة من الملفات والمقالات التي تفضح هذا النشاط . وفي سياق مواكبتها لنشاط تهريب المخدرات ، توصلت الجريدة بمعطيات تفيد بكون مجموعة من مراكز المراقبة التي يشرف عليها أفراد من القوات المساعدة المرابطة على طول سواحل الإقليم وضعت رهن إشارة تجار المخدرات الذين يتخذونها نقاطا لشحن زوارقهم بالحشيش و البنزين والإبحار عبرها نحو المواقع المحددة بالجانب الاسباني مع العلم أن وضع هذه المراكز رهن إشارة تجار المخدرات تجنى منه أموالا ضخمة يستفيد منها المسؤولين المتورطين بالدرجة الأولى ، هذا وأسردت المصادر أسماء عدد من المشرفين على عمليات شحن المخدرات و مراكز المراقبة التي ينشطون من خلالها وهي كاتالي : ( عبد القادر غورضو ، مركزي 28 و 29 ) ،( رشيد .منطقة ” إفري أوفوناس) ، (عبد الصالح ابن المعروف ب السبع مركز 33 المتواجد بمنطقة شملالة )، ( الملقب ب حاروق وعبد القادر ابن شقيق برلماني وعمر المعروف بالدكتور ، المراكز 36 ، 38 ، التي تتواجد بين منطقتي سيدي لحسن وسيدي مسعود كما يشرف الأخير على مركزي 40 و41 رفقة شريكه المسمى ميمون الذي يروج المخدرات القوية ) ، ( ” ن الساطور ” المنحدر من منطقة تجلمانت برأس ورك والمسمى كريم الذي ينشط أيضا في الهجرة السرية ، مركز 43 المتواجد بين منطقة سيدي بومحفوظ ومنطقة مسمار ) ، ( المعروف بالحاج تبوذة وشريكه المسمى علال القاطن بمنطقة مينوريسيتا ، مركزي 44 و 45 ) . والأدهى أن مركزي 36 و 45 يعيش على نفس الإيقاع رغم وجود رادارات المراقبة التي لا تراقب شيئا . وعلى صعيد المراكز 64 65 66 67 68 المتواجدة بجماعة قرية اركمان فهي تقع تحت نفوذ عائلتي البقال و لمريني والمسمى حمي وحفيظ الرواج وشقيقه عبد القادر ، فيما توجد بحيرة مارتشيكا وتحديدا المنطقة المعروفة ب الملحة تحت وطأة جابيو الملقب ب بوعارك وهو من أقارب تاجر المخدرات المعروف مصطفى جابيو المبحوث عنه ، فيما تبقى منطقة الزيتون بيد إبراهيم امربو الملقب ” دجيتا . جدير بالذكر أن الأسماء السالفة هي مجرد آلات تعمل تحت التعليمات مقابل نصيب من المال ، فيما يستفيد أصحاب البضاعة بحصة الأسد ، وفي هذا السياق أوردت المصادر أسماء البارونات الذين ينشطون من المراكز المذكورة أعلاه وهم : احمد الملقب ب القايد و إدريس الناظور الجديد و الملقب ب خشخش و قروج و عزيز اقشار وحسن عوجة وشقيقه سعيد المبحوث عنهما وحسن بويضس ، هذا ولفتت المصادر إلى كون تاجر المخدرات المعروف ب عبد القادر بوثبولات لا زال يواصل نشاط تهريب المخدرات من سواحل الناظور وميناء الدارالبيضاء ، ويشار أن الأخير يخرج سالما في كل مرة يعتقل فيها في ملفات المخدرات ، فقد اعتقل في ملف مارتشيكا وأطلق سراحه لأسباب معلومة ثم اعتقل مرة ثانية وأحيل على محاكم تطوان التي أطلقت سراحه أيضا ، علما أن الأخير يعد من كبار بارونات المخدرات على الصعيد الدولي ، وقد صدرت في حقه مذكرة بحث من قبل سلطات الأمن الاسباني على خلفية اعتقال عديله بمدينة برشلونة وبحوزته أطنان من المخدرات . ارتباطا بعمليات تهريب المخدرات من سواحل الناظور توجه أصابع الاتهام الى جنب أفراد القوات المساعدة المرابطة بمراكز المراقبة أعلاه ، لمسؤولين عن الدرك البحري والبحرية الملكية خاصة القائمين على المراكب المسماة ب ( فديت طرادة ) الذين ينسقون مع البواخر الكبرى التابعة للبحرية الملكية والتي يطلق عليها ( باتروي فرقاطة ) ، من أجل عدم اعتراض سبيل زوارق المخدرات أثناء قيامها بعمليات تهريب المخدرات . وفي سياق مختلف توصلت الجريدة بمعطيات تفيد بكون سمسار من الناظور يلعب دور الوساطة بين عنصر من الدرك البحري التابع لإقليمالحسيمة ونظراء له بالناظور بهدف تسهيل عمليات تهريب المخدرات وذلك على الرغم من المحاولات الحثيثة التي تقوم بها الجهات الأمنية البحرية بالحسيمة للتصدي لزوارق المخدرات ، فما رأي الضابط المسؤول بإدارة البحرية الملكية ببني انصار والمسؤول عن الدرك البحري والضابطان المسؤولين عن القوات المساعدة من حدود الحسيمة إلى حدود السعيدية ؟ في ظل الأموال الضخمة التي جناها المسؤولون السابقون المنتسبون لمختلف الأجهزة البحرية من وراء عمليات تهريب المخدرات . لا شك في كون عواقب تهريب المخدرات جد وخيمة وغالبا ما يكون سائقي الزوارق ومرافقيهم ضحايا هذه المجازفات ، وتشهد سواحل الناظور لجثث الكثير من هؤلاء قضوا لأسباب مجهولة ، وفي سياق متصل أفادت مصادر أن الدرك الملكي عثر في السادس من دجنبر على زورق مطاطي بساحل ” مساديت ” (اقليمالناظور ) وتحديدا بمحاذاة مركز المراقبة 41 التابع للقوات المساعدة ، وعثر على متن الزورق على جثة شخص ينحدر من مدينة بني انصار وفق مصادر ، وأوضحت الأخيرة أن المصالح الأمنية تلقت معلومات من شخص يدعى ” بولكحول ” يقطن بدوار إغزازن تفيد بوجود جثة على متن زورق بالمنطقة السالفة ، ولفتت المصادر إلى أن الزورق كان يقل 5 أشخاص قبل أن يتم العثور عليه على ضفة الساحل .