أقدمت القوات المسلحة الملكية المغربية على نقل قطع من المدفعية الثقيلة من طراز "M110A2" من مستودعاتها صوب مناطق قريبة من منطقة "بير كندوز" الحدودية بالصحراء المغربية والقريبة من موريتانيا، وفق ما كشفت عنه صحيفة "لاراثون" الإسبانية، نقلا عن مصادر من الدولة المغربية. وأكد المصدر ذاته أن "القطع المدفعية التي حركها الجيش المغربي عبارة عن نظام مدفعي أمريكي الصنع، ذاتي الدفع، يتكون من مدفع هاوتزر "M115 203" ملم مثبت على هيكل مصمم خصيصًا، وهو مصنوع بالكامل من الصلب الملحوم، ويعتمد على هيكل ناقلة الجنود المدرعة "M 113". وأشارت الصحيفة إلى أن "معدل إطلاق النار من طراز "M110" هو ثلاث طلقات في الدقيقة واثنتان في النيران المستمرة، ويتراوح أقصى مدى لها بين 16800 و30 ألف متر (ذخيرة صاروخية)، بحسب المعلومات المتوفرة على شبكات التواصل الاجتماعي. ويحيلنا تحريك الجيش المغربي لمدفعية ثقيلة بهذا الحجم نحو "بير كندوز"، على التساؤلات عن دلالات هذه الخطوة، خاصة أنها جاءت بعد مدة وجيزة من الاستهداف الإرهابي لجبهة البوليساريو الذي طال مدينة السمارة وأودى بحياة شاب وإصابة آخرين، ومنقطة أوسرد. وفي هذا السياق، أوضح المحلل السياسي والخبير العسكري، عبد الرحمن مكاوي، أن "تحريك المدفعية الثقيلة والبعيدة المدى والمتطورة نحو الجماعة القروية بير كندوز له أسباب استراتيجية وأخرى تاكتيكية وعملياتية". وأكد مكاوي، أن "الأسباب الاستراتيجية تكمن في الزيادة من حماية إقليم وادي الذهب حماية شاملة كاملة، خاصة أن هذا الإقليم يعرف تحولات اقتصادية وتجارية مهمة، إضافة إلى تأمين عمالة أوسرد ومعبر الكركارات". وأورد أنه "قد ينضاف إلى الناحية الاستراتيجية المذكورة بداية التفكير في إعادة المناطق المنزوعة السلاح أو المنطقة العازلة بصفة جزئية أو كاملة، وهذا يدخل ضمن الأهداف الاستراتيجية لتحريك المدفعية الثقيلة نحو الجماعة القروية بئر كندوز". "وتشمل الأهداف التكتيكية أو العملياتية لتحريك المدفعية الثقيلة"، يضيف مكاوي "شل تحركات مرتزقة البوليساريو المنطلقين من مناطق رخوة بالشمال الموريتاني"، مبرزا أن "هذه المدفعية تلبي حاجيات الجيش الملكي المغربي في القضاء على العربات الحاملة لصواريخ أورك دو ستالينغ التي مداها بين 30 و40 كيلومترا والتي تم تحريكها نحو الشمال المالي من طرف البوليساريو"، لافتا الانتباه إلى أن المدفعية يشل من مناورة البوليساريو وعرابها الجزائر في هذه المنطقة الرخوة للحدود المغربية الموريتانية". وخلص الخبير العسكري ذاته إلى أن "تحريك المدفعية الثقيلة والبعيدة المدى، خاصة التي اقتناها المغرب من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل والتي لها مدى طول، قد يزيد في تأمين وادي الذهب بصفة كاملة ويدعم الطيران الحربي، سواء طائرات "F16′′ أو الطائرات المسيرة بمختلف أنواعها".