عرفت مجموع جماعات اقليمالناظور و معها كل ربوع المغرب، خلال الأيام الماضية، انتشارا واسعا لموجة الزكام، وأكد مختصون أنه خلال السنة الحالية ارتفعت الإصابات بالإنفلونزا الموسمية واشتد المرض، وفي بعض الحالات يمكن أن يصاب الشخص الواحد بالإنفلونزا وبفيروس كورونا المستجد في آن واحد. كما ان الانباء تتوارد عن حدوث وفيات بالناظور بسبب تاثير موجة الزكام الشديدة على عدد من ذوي الامراض المزمنة. ويصيب المرض جميع فئات المجتمع، بمن فيهم الأطفال والرضع، ما أدى إلى إقبال واسع على العيادات الطبية وتسجيل اكتظاظ ملحوظ في المصحات الخاصة في الناظور. في هذا الإطار، قال مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كورونا رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة، إن الإنفلونزا خلال الشتاء الحالي أكثر قساوة مما كانت عليه قبل سنتين وعدد حالات الإصابة بها عرف ارتفاعا ملحوظا. وأكد عفيف، أنه داخل كل عائلة تسجل إصابتان أو ثلاث، ناهيك عن انتشار المرض في صفوف الأطفال والرضع، وضمنهم الرضع أقل من ثلاثة أشهر، مبرزا أن الفيروس الأكثر انتشارا في صفوف الفئة الأخيرة هو "VRS"، وهو ما جعل المصحات تعرف اكتظاظا واضحا. وقال عفيف إن الإنفلونزا هذه السنة أكثر شدة، "وهذا راجع إلى كون المواطنين كانوا يعيشون فترة الحجر لسنتين، ما جعل الفيروسات تتقوى، ناهيك عن أنه في بعض الحالات تكون الإصابة بالإنفلونزا وبكورونا في آن واحد". وأوضح المتحدث أن الوضع الحالي يطلق عليه "ديون المناعة"، موردا أن "هذا ما يحدث حاليًا في الصين مع كوفيد حيث بسبب سياسة الاحتواء الهائلة، لم تتطور مناعة السكان في العامين الماضيين لأنهم لم يتعرضوا لأي فيروسات. لذا، فإن البلاد شهدت ارتفاعًا شديدًا في حالات الإصابة بمجرد حدوث التخفيف". وأكد عفيف أهمية الجانب الوقائي خلال هذه الفترة، داعيا المواطنين إلى الحيطة والحذر، وإتمام اللقاحات، خاصة المصابين بأمراض مزمنة أو ذوي الهشاشة المناعية، ناصحا إياهم بتطعيم أنفسهم ضد الإنفلونزا الموسمية أيضا. وحث عضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كورونا الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة بالإنفلونزا الموسمية أو بكورونا على ارتداء الكمامة، والمواظبة على غسل اليدين، والابتعاد عن الأطفال الصغار والمسنين، موصيا الأمهات بإرضاع أطفالهن لكون الرضاعة الطبيعية ترفع مناعتهم.