الكاتب أحمد جزولي الجمعة, 03 ديسمبر 2010 07:00 غريب أمرنا نحن العرب .. ما أن أعلن في مصر عن اعتداء سمكة قرش على سياح أجانب حتى صدر بلاغ رسمي يقول إنه قد تم إلقاء القبض على (يقصدون قنص) السمكة "المفترسة التى تسببت فى ضرر بالغ لأربعة من السياح الأجانب بشرم الشيخ" حسب عبارات البلاغ. وصرح وزير أن طاقما "مكونا من 12 فردا من أخصائيي علوم البحار وباحثي البيئة تمكن، باستخدام اللنشات وأدوات الصيد والحبال والمواد الجاذبة وأوناش الرفع، من اصطياد سمكة القرش المفترسة حية." ولم يتردد الوزير في استعمال عبارات عسكرية من قبيل "تمشيط ومسح المنطقة" بحثا عن سمكة القرش المجرمة، قبل أن يخلص إلى الأمر "بصرف شهر مكافأة لكل أفراد فريق العمل ( ...) لسرعة التعامل مع الحادث وإدارة العملية بكفاءة عالية." لم يبق لهذه اللغة العسكرية إلا التطرق إلى ما بعد "اعتقال" سمكة القرش هذه، وكيف اعترفت بفعلتها الشنعاء، لأن الوزير يبدو مقتنعا بأن السمكة "المعتقلة" هي نفسها التي أقدمت على فعلتها تلك، رغم تشابه السمك في الماء! وتناسى الوزير ومعه الحكومة ككل كيف أن سمكة قرش كبرى التهمت صناديق الاقتراع بأكملها، وشفطت (بلغة إخواننا المصريين) أصوات الشعب، وصار نظام الحكم في مصر على وشك فقدان الشرعية السياسية، أمام واقع انسحاب أغلب الحركات المعارضة من العملية الانتخابية ككل. لماذا لم تجند الحكومة المصرية طواقم للعمل من أجل القبض على "سمك القرش" الذي قضم صناديق الاقتراع وتاه، هذه المرة، على وجه اليابسة؟؟ لماذا؟ لأن تلك الحكومة من ذلك النظام.. أما الأجانب المرحب بهم في شواطئ شرم الشيخ، هم نفسهم غير مرحب بهم على الإطلاق لمراقبة الانتخابات .. كم يختلف الأجانب، وكم يتشابه سمك القرش !!