وصف عبد الرحمان بن عمر، منسق الوفد المغربي المشارك ضمن فريق المراقبين العرب المكلفين بمراقبة ورصد مدى التزام السلطات السورية بمضامين بروتوكول الجامعة العربية بشأن الأزمة السورية، مهمة وفد الجامعة بالتاريخية وغير السهلة. وأوضح السيد بن عمر، الذي يشغل منصب سفير صاحب الجلالة بنواكشوط، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء لدى نزوله رفقة الوفد المغربي، يوم الأحد بمطار محمد الخامس الدولي، أن إيفاد بعثة من المراقبين العرب إلى الديار السورية، يشكل أول تجربة من نوعها تخوضها الجامعة العربية، وهي مهمة لا تخلو من صعوبات منهجية وتقنية ومادية وتنظيمية. وقال إن مهمة تاريخية كهاته على أراض متفجرة ينتشر فيها السلاح والقتال، "لن يكون الرضى فيها إلا نسبيا ومشروطا بالخبرة والإمكانيات المتاحة للعمل، لكن من المؤكد أن مشاركة الوفد المغربي كانت من الأهمية بمكان، نظرا لتعدد وتباين خبرات عناصره المنتمين إلى الحقول الديبلوماسية والأمنية والعسكرية والحقوقية والإعلامية وحتى الطب الشرعي. وتابع "كنا مكلفين ومطوقين بمدى تطبيق البروتوكول من جميع أطراف النزاع، ساعين إلى الوصول إلى حوار بين الحكومة والمعارضة، وأهم ما ماميز مشاركتنا ضمن الفريق العربي، التزامنا التام بالموضوعية والحياد، فنحن لم تكن لدينا مصلحة لا خاصة ولا سياسية تجاه أي طرف من أطراف الصراع في سوريا، وقد حرصنا كل الحرص على الالتزام ببروتوكول الجامعة العربية". وأوضح أن الوفد المغربي أدى بطبيعة تشكيلته وتنوعه دورا أساسيا في بلورة برنامج عمل وخطة منهجية للبعثة العربية وفي رصد ومتابعة الأحداث في مختلف المناطق الساخنة، مثل حمص وحما ودرعة واللاذقية وحلب وريف دمشق وغيرها من المدن السورية. وأضاف أنهم تمكنوا من التقرب أكثر من طبيعة الصراع القائم منذ شهور ومن الاتصال والتواصل مع جميع أطرافه، أكانت في الحكومة أو المعارضة الداخلية، وذلك من أجل الوقوف على طبيعة طرح كل طرف على حده وما يقترحه من حلول لمعالجة هذا الوضع المعقد. وأشار إلى أن عودة الوفد المغربي اليوم، تأتي في إطار قرار الجامعة العربية القاضي بتجميد أنشطة البعثة في سوريا، مبرزا أن المغرب سيظل ملتزما بقرارات الجامعة والمشاركة في أي نشاط أو تحرك تقرره هذه الهيأة العربية في شأن الأزمة السورية.