قال عبد السلام جلود، الرجل الثاني في عهد القذافي إن بوتفليقة الرئيس الجزائري الحالي ووزير خارجية الهواري بومدين بكى في إحدى المناسبات بين يدي عبد السلام جلود. جاء هذا في حوار تنشره "الحياة" اللندنية عبر حلقات ابتداء من السبت 29 أكتوبر الجاري. وكان جلود قد هرب إلى إيطاليا في مستهل الثورة ضد القذافي، بعد سنوات من الإقامة الجبرية، إثر تحول السلطة إلى أبناء القذافي. وكان المراقبون قد اعتبروا أن خروج جلود من ليبيا، كان إيذانا بانتهاء نظام الكولونيل معمر. وإلى ذلك اعتبر جلود أن بن يلة أساء لتاريخه لما قبل رئاسة "جائزة الطاغية لحقوف الإنسان". وفي ما يلي ما أجاب به جلود في موضوع بوتفليقة: - تألمت جداً من موقف الجزائر. عندما أممت الجزائر النفط جاء عبدالعزيز بوتفليقة موفداً من الرئيس هواري بومدين طالباً تأييدنا وكان وزير الخارجية.اجتمع بي ولم يقابل القذافي وقلت له: أكتب البيان الذي تريده ونحن نوقع عليه. فكتب بياناً ضعيفاً لم يعجبني فمزقته وكتبت أنا بياناً قلت فيه إن النفط الليبي هو النفط الجزائري ولا يمكن للنفط الليبي أن يكون بديلاً للنفط الجزائري وأن احتياطات ليبيا من العملة الصعبة تحت تصرف الجزائر فدمعت عينا بوتفليقة وعانقني. أنا تألمت من موقف الجزائر فهو غير مفهوم حقيقة. يمكن أن يكون السبب أن نظام الجزائر لا يحتمل ثورتين على حدوده. النقطة الثانية إن ما آلمني أنه في أول لقاء بيني وبين أحمد بن بلة ومعمر في سرت قال بن بلة لمعمر أنت محظوظ فأنا وعبدالناصر كان معنا أناس يشدون بنا إلى الوراء بينما أنت معك شخص يدفعك إلى الأمام. ومع ذلك أنا عاتب على بن بلة ففي الوقت الذي كان الطاغية يقمع الليبيين ويمثّل بهم أقنعه أن يكون على رأس «جائزة القذافي لحقوق الإنسان» وكان هذا مؤلماً لي ولكل الليبيين. قرار الوقوف في الحرب في 1954 مع الجزائر ضد فرنسا كان قرار الشعب الليبي وليس قرار الملك وحتى الأسلحة التي كانت ترد من مصر كانت تمر عبر الليبيين وأنا كنت رئيس لجنة مهمتها جمع المساعدات. المكان الوحيد الذي شعر فيه المجلس الوطني للثورة الجزائرية بالأمان كان ليبيا، لا تونس ولا المغرب، لسببين: فلا تأثير سياسياً عليهم فهم كانوا أحراراً في قراراتهم ولأنهم شعروا بالأمان لناحية الأمن الشخصي. الحقيقة أنني كنت قبل ذلك تلقيت اتصالاً من شخص كان مهماً في الثورة الجزائرية وهو مقرب من السلطات هناك ولن أذكر اسمه وقال لي إن السلطات الجزائرية مستعدة لإرسال «كوماندوس» لإخراجي من ليبيا فقلت له: أنا أفضّل أن أموت في ليبيا على أن تخرجني الجزائر وهي تقف مع الطاغية وتأخذ هذا الموقف. الصورة، في أول لقاء بين عبد السلام جلود وزعيمك الثورة الإيرانية آيات الله الخميني. للإطاع على النص الكامل للحوار: http://daralhayat.com/portalarticlendah/323352