يعتبر التعليم الأولي، أو التعليم ما قبل المدرسي، أحد الرهانات الأساسية للمغرب منذ عقود، حيث حظي بأهمية كبيرة خاصة في إطار الإصلاحات التي عرفتها المنظومة التربوية للتعليم، من خلال جعله "الزاميا ومعمما"، غير أنه بالمقابل تشير مجموعة من التقارير إلى أن "تمدرس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 و5 سنوات لا يزال يمثل إشكالية" بالنسبة للمغرب. فحسب تقرير أصدرته المندوبية السامية للتخطيط بشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان "لا يتلقى عدد كبير من الأطفال تعليمهم الأولي وخاصة الفتيات اللواتي يتواجد معظمهن بالوسط القروي"، مشيرا إلى أن "عرض التعليم الأولي، الذي يحتكره تقريبا القطاع الخاص،يبقى محدودا وبجودة غير متساوية". في هذا الإطار أكد الخبير التربوي محمد اكديرة أن "الأرقام التي تضمنتها مجموعة من التقارير مؤخرا تقول كل شيء عن واقع التعليم الأولي بالمغرب، كما تكشف عن محدوية جودة هذا الأخير"، مشيرا إلى أن هذه المشاكل "راجعة إلى مجموعة من الأسباب أبرزها مشكل قلة الموارد البشرية والمالية، إلى جانب ضعف تكوين الاساتذة والمناهج". وأوضح اكديرة في تصريح لموقع القناة الثانية أن "العاملين في التعليم الأولي يجب أن يكونوا حاصلين على تكوين جيد وخبرة في هذا المجال، لأن هذه المرحلة هي نقطة البداية في المسار التعليمي للطفل وهي التي ستساعده على مواجهة الصعوبات التعليمية التي يمكن أن تواجهه في المستقبل". وأضاف اكديرة أن "المشاكل التي يعرفها التعليم الابتدائي ومختلف باقي الاسلاك التعليمية راجعة إلى ضعف جودة التعليم الأولي، خاصة أمام تراجع دور المسيد وباقي المؤسسات التعليمية الشعبية في تهيى الطفل للدراسة"، داعيا "إلى ضرورة القيام بحملات تحسيسية من أجل توعية الأسر بأهمية التعليم الأولي، الحرص على التكوين الجيد للمربين والمربيات، التطبيق الجيد للجهوية المتقدمة، إلى جانب تظافر جهود جميع الفاعلين المعنيين بهذا القطاع". وكان قد أكد وزير التعليم سعيد أمزازي على أن عدد المسجلين بالتعليم الأولي هذه السنة بلغ 820 ألف تلميذة وتلميذ، كما تم تسجيل حوالي 73 ألف من التلاميذ الجدد في التعليم الأولي العمومي. وأشار امزازي إلى أنه من المتوقع "فتح 6000 قسم إضافي، بمساهمة شركاء الوزارة، وكذا تكوين 20 ألف مربية ومربي، على أن تصل نسبة التمدرس بالتعليم الأولي 59 في المائة خلال الموسم الدراسي 2019-2020".