دعا جلالة الملك محمد السادس إلى تقديم مقترحات لإغناء وتجديد مناصب المسؤولية، الحكومية والإدارية بكفاءات وطنية عالية المستوى، وذلك على أساس الكفاءة والاستحقاق، في أفق الدخول المقبل. وأشار صاحب الجلالة في خطابه بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش، أن المرحلة الجديدة ستعرف جيلا جديدا من المشاريع، وستتطلب نخبة جديدة من الكفاءات، في مختلف المناصب والمسؤوليات، وضخ دماء جديدة، على مستوى المؤسسات والهيئات السياسية والاقتصادية والإدارية، بما فيها الحكومة. في هذا الصدد، قال محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدّستوري بجامعة الحسن الثاني، إن دعوة جلالة الملك إلى تجديد النخب، رسالة سياسية مهمة جدا، للحكومة والأحزاب السياسية حتى تقدم الأفضل في التعيين في المناصب العمومية وشبه عمومية، وتأتي باعتبار أن هناك اليوم عدم حركية في استقطاب النخب والكفاءات التي يحتاجها المغرب. وأضاف الأستاذ الجامع أن الخطاب الملكي، كان واضحا فيما يتعلق بتدشين مرحلة جديدة من شأنها أن تنقل المغرب "نقلة نوعية في مصاف الدول المتقدمة، لكن الأمر يبقى رهين مسألة محورية هي تجديد النخب، التي تعد القاطرة الأساسية لبلورة هذا النموذج التنموي". وشدد المتحدث في تصريح لموقع القناة الثانية أن المشكل اليوم بالمغرب "ليس مشكل استراتيجية أو مخططات بل مشكل تفعيلها وإنزالها على أرض الواقع، وهي المهمة المنوطة بالنخب"، مسجلا أن إلى جانب الدور الهام، الذي يجب أن تقوم به مختلف المؤسسات الوطنية، "أريد هنا، أن أؤكد على ضرورة انخراط المواطن المغربي، باعتباره من أهم الفاعلين في إنجاح هذه المرحلة". وأشار زين الدين أن بالمغرب، اليوم أزيد من 160 ألف إطار خارج الأحزاب السياسية، كون المنطق السائد في التعيين هو منطق المحاباة والريع بين الأحزاب والأشخاص، ما يتعارض مع طريق صياغة نموذج تنموي قادر على الاستجابة للمطالب الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين." واعتبر زين الدين أن الخطاب دعوة صريحة للحكومة للبحث عن الكفاءات من مختلف القطاعات وخصوصا في الإدارة المغربية التي تحتاج إلى صحوة كبيرة جدا على مستوى تجديد النخب، والقطع مع الحسابات السياسوية ونظام الولاءات، على حساب الكفاءة والصدق والابتكار"، مضيفا أن "المغرب في حاجة إلى جيل جديد من النخب، ذلك أنه بانحصار هذه الأخيرة، يقع الشلل بالمجتمع". وأردف زين الدين أن دعوة الملك للمواطنين للانخراط والمساهمة الإيجابية في المشاريع والمبادرات التي سيقدم عليها المغرب، دعوة صريحة للكفاءات الوطنية غير المنخرطة في العمل السياسي والأحزاب السياسية التي تعد القناة الرئيسية لتقلد المناصب الحكومية والوظائف العمومية. وختم المتحدث تصريحه بالقول: إن مسألة الكفاءة، أساسية علاوة على المهنية وحس المواطنة، من أجل نجاح النموذج التنموي الجديد، لأنه مهما كانت صياغته، ما لم يتم تنزيله من نخب مؤهلة وذات كفاءة وتتمتع بالتجرد والمصداقية والرؤية النقدية للواقع المغربي، لا يمكن إطلاقا أن نراهن على نجاحه.