في ظل السعي للإفادة من الشغف المتنامي بالابتكارات التقنية الجديدة على صعيد المحتويات الصوتية منذ بدء الجائحة، أعلنت فيسبوك أن مستخدميها سيتمكنون من "الاستماع إلى مدونات صوتية" (بودكاست) "مباشرة عبر التطبيق" الخاص بالشبكة خلال الأشهر المقبلة. وتنوي الشبكة الاجتماعية العملاقة أيضا إضافة أدوات لصنع المحتويات الصوتية واستحداث أنساق صوتية قصيرة خصوصا "غرف محادثة" صوتية مباشرة ("لايف أوديو رومز")، في خطوة مستوحاة من منصة "كلوب هاوس" التي تحقق نجاحا كبيرا منذ أشهر وتتيح للمستخدمين الاستماع أو المشاركة في نقاشات صوتية. وقالت مسؤولة التطبيق المحمول لدى فيسبوك فيدجي سيمو إن "أكثر من 170 مليون شخص متصلون بمئات آلاف صفحات فيسبوك عبر مدونات صوتية وأكثر من 35 مليونا هم أعضاء في مجموعات للمعجبين بمدونات بودكاست، لكن حتى اللحظة، لا يزال يتعين الخروج من فيسبوك للاستماع إلى الحلقات". وأضافت "ولأن اكتشاف مدونات بودكاست تحبونها يبقى أمرا صعبا، سنساعدكم على أن تجدوا بسهولة الملفات والحلقات الجديدة تبعا لاهتماماتكم". وفي الولاياتالمتحدة، يستخدم محبو المدونات الصوتية خصوصا ب"سبوتيفاي"، تليها تطبيقات متخصصة تابعة ل"آبل" و"غوغل" ثم منصة "باندورا" ومواقع البرامج وتطبيق "أوديبل" للكتب الصوتية من "أمازون"، بحسب إحصاء أجرته شركة "إي ماركتر" قبل عام. ويتيح الاستماع إلى مدونات بودكاست مباشرة عبر فيسبوك تعزيز الشبكة كوكبة الخدمات التابعة لها (منتديات اللقاءات وخدمات التسوق والترفيه...) لجعل المستخدمين يمضون وقتا أطول عليها ما يعزز إيراداتها الإعلانية. وتكثف الشبكة الأميركية العملاقة جهودها منذ سنوات لمواكبة أحدث الصيحات ومتابعة الاستخدامات المحببة لدى الفئات السكانية الشابة، خصوصا عبر تقليد الأنساق الجديدة والشبكات الرائجة. وفي غشت، أضافت فيسبوك خاصية "ريلز" على خدمتها إنستغرام والقائمة على نشر فيديوهات قصيرة شبيهة بالمحتويات المقدمة على تيك توك. وتحت تأثير خدمة "زوم" للندوات عبر الفيديو ثم "كلوب هاوس"، وسعت فيسبوك نطاق خصائص البث المباشر بالصوت والصورة على شبكتها وأيضا على "إنستغرام". وقد وصلت قيمة "كلوب هاوس" إلى أربعة مليارات دولار، رغم كونه متاحا حصرا لمستخدمي نظام "آي أو أس" من "آبل" وبناء على دعوات، بعد عام فقط على إطلاقه بسرية كبيرة في سيليكون فالي. وأشارت فيسبوك إلى أنها ستختبر خاصية تحمل اسم "لايف أوديو رومز" (غرف صوتية مباشرة)، في عشرات ملايين المجموعات الناشطة على المنصة. ومن المتوقع أن تكون متوافرة لجميع المستخدمين بحلول الصيف. كما سيتمكن المؤثرون (كالممثلين والناشطين) والهواة من استخدام أدوات جديدة لإنشاء المحتويات الصوتية، خصوصا لتسجيل مقاطع صوتية ("ساوندبايتس") وهو نسق سيخضع لاختبارات في الأشهر المقبلة. ويرتبط ذلك على سبيل المثال بنشر قصائد أو قصص قصيرة أو مقاطع كوميدية. وفي الغرف الصوتية، سيتمكن صانعو المحتوى من النفاذ إلى إمكانات لتحقيق الربح، بينها طلب التبرعات أو نماذج اشتراكات. وتشكل القدرة على در إيرادات للمؤلفين أو المقدمين أحد التحديات الكبرى في القطاع. وتعمل الشبكة الأميركية أيضا مع "سبوتيفاي" لتحسين دمج خدمات المنصة السويدية العملاقة في مجال الموسيقى بالبث التدفقي على فيسبوك. وأوضح ناطق باسم فيسبوك لوكالة فرانس برس أن "هذا الدمج يتعلق خصوصا بتشارك الموسيقى وسماعها، لكن يمكنكم أيضا تشارك المدونات الصوتية والسماع إليها". وكانت برامج التدوين الصوتي رائجة منذ ما قبل الجائحة، لكن تدابير الحجر المنزلي والتعب الناجم عن تمضية ساعات طويلة أمام الشاشات ساهمت في زيادة الشغف بمنصات التدوين الصوتي. وتجرب تويتر منذ دجنبر خاصية مساحات النقاشات "سبايسز" التي يفترض أن تطلقها قريبا، بعدما أطلقت التغريدات الصوتية (بمدة قصوى تبلغ 140 ثانية) في يونيو الفائت.