يسترجع شريط المأساة كأنها مضت بالأمس القريب، ويروي كل صغيرة وكبيرة عن ذلك اليوم الراسخ في ذاكرة السوسيين، صور ومشاهد الزلزال المدمر تمر أمام عينيه كفيلم سينمائي للرعب حينما يشرع في حكي ماعاشه عن مدينة أكادير ليلة 29 من فبراير سنة 1960. إنه إعزا جافري من بين الناجين من زلزال أكادير، والذي يبلغ من العمر حوالي 77 سنة وهو من أبناء حي تلبرجت، الذي تأثر كثيرا بالزلزال ومات فيه عدد كبير من الناس، يعود إعزا بذاكرته، التي ماتزال عصية على نسيان ذلك اليوم، إلى الوراء ويقول: " حين وقعت الكارثة كان عمري لايتجاوز 17 سنة، ففي اليوم الثاني من أيام رمضان، كان الجو حارا وفي منتصف النهار اهتزت الارض قليلا ثم بعد العصر كذلك إلا أنه قليل من شعر بهزاتها"، ثم يضيف: " غير أن الهزة الارتدادية والتي ستكون مدمرة للمدينة تلك التي حصلت قبل منتصف الليل ببعض الدقائق". وزاد في سرده للأحداث: " خمسة عشر ثانية فقط كانت كافية لتتحول المدينة الى خراب، طمرت أحياء عدة منها تلبرجت، فونتي، أكادير أوفلا، حي إحشاش وأنزا، وأصبحت البنايات السكنية والوحدات الفندقية أنذاك إلى ركام من الاحجار ". "تعالى الغبار والظلام الدامس في المدنية كما تعالت في الافق صراخ الناس وعويلهم، فمن هول الفاجعة أصبت بالتيه" يقول إعزا، ثم تابع" تمكنت والدتي وشقيقتي من إخراجي من تحت الانقاض ونجوت بأعجوبة وكتبت لي حياة جديدة". وبكل أسى تحدث عن صدمته إثر اكتشافه وفاة والده في هذه الفاجعة والذي قضى نحبه الى جانب الضحايا الآخرين، ثم لفت إلى إنه "في اليومين المواليين للزلزال تغطت شوارع المدينة بجثث المنكوبين ورائحة الجثث المنتشرة هنا وهناك تزكم أنوف الناجين من الحادثة. وعرج في حديثه عن المدينة، وقال إن مدينة الانبعاث عاشت فترة مزدهرة قبل الزلزال، مشيرا الى أنها كانت تتوفر على بنية تحتية مهمة وكانت البوابة الأولى للسياح الاجانب في مغرب الخمسينات والستينات. يذكر أن هذه السنة تحل الذكرى الستين على مرور هذا الزلزال والذي أودى بحياة أكثر من 15 الف شخصا قضوا نحبهم تحت الأنقاض باقي التفاصيل عن هذا الزلزال الأليم على لسان إعزا في الفيديو التالي.