حكمت ابتدائية الداخلة على ابا لعربي النوف أحد عناصر جبهة البوليساريو والحامل للجنسية الجزائرية بسبع سنوات سجنا نافذا بتهمة حيازته لأقراص مهلوسة وتهريبها من الجزائر إلى المغرب. وقضت المحكمة ذاتها على المتهم بغرامة مالية قدرها ثلاثون ألف درهم بالإضافة إلى تغريمه سبعة وثلاثين ألف درهم لفائدة مصالح الجمارك. وجاءت متابعة أبا العربي النوف بعدما تم توقيفه في الثامن عشر من يونيو الأخير متلبسا وبحوزته 790 قرصا مهلوسا من نوع ريفوتيل ومواد مهربة بالمعبر الحدودي الكركرات. وتعمد الجزائر منذ سنوات طوال على إغراق المغرب بالمواد المهربة الخطيرة، وعلى رأسها المخدرات الصلبة المتمثلة في الأقراص المهلوسة المصنفة في خانة الخطر على صحة المستهلكين وعلى سلامة وأمن المغرب الداخليين، وذلك جراء تداعيات مفعول هذه الأقراص على مستهلكيها ببث الرعب واقتراف مختلف أنواع الجريمة داخل المجتمع. ويلعب حكام الجزائر في عدائهم للمغرب ورقة تهريب المخدرات والأقراص المهلوسة في اتجاه المغرب عبر شبكات منظمة من المهربين وعبر الحدود المغربية الجزائرية في شرق المملكة والحدود الجنوبية المشتركة مع موريتانيا حيث يستغل هؤلاء الحكام جبهة البوليساريو في تندوف ونشطاءهم من انفصاليي الداخل لتهريب هذه المخدرات إلى المغرب وهدفهم في ذلك هو زرع الفتنة. وليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي يتم فيها ضبط جزائريين وأعضاء في جبهة البوليساريو متحوزين بكميات كبيرة من الأقراص المهلوسة يهربونها من الجنوب أو الشرق في اتجاه المملكة، على الرغم من النداءات المغربية المتكررة إلى الجزائر وإلى المنتظم الدولي لحث الحكام الجزائريين على التعاون الثنائي والدولي للحد من هذه الظاهرة في إطار المخطط الأممي الأمني القاضي بمحاربة التهريب وتهريب المخدرات على وجه الخصوص في المنطقة. وعلى الرغم من تورط الحكام الجزائريين في لعبة المخدرات ضد المغرب، بوجهين مختلفين، أولهما اتهام المملكة بإنتاج المخدرات وثانيهما إغراق السوق المغربية بالمخدرات الجزائرية عن طريق التهريب متنوع المنافذ، وعلى الرغم كذلك من جعل الحكام الجزائريين لعبة المخدرات سببا واهما لعدم إعادة فتح الحدود بين البلدين، عمل المغرب على انتهاج أسلوب تجاهل هذه الاتهامات باعتبار أن المنتظم الدولي في شخص الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي والشركاء في الضفة الشمالية يعلم جدية المملكة في مكافحة المخدرات والتزاماتها الدولية بشأنها، في الوقت الذي يعلم مسؤولية الجزائر في تصدير الحبوب المهلوسة إلى المغرب عبر الحدود مع الجهة الشرقية، أو عبر الجنوب، حيث تنشط الجزائر عبراستغلال جبهة البوليساريو ودعمها في نفس الوقت، الشيء الذي جعل المغرب في هذا السياق يقدم مؤخرا وبشكل رسمي المعطيات الكافية حول التزاماته الدولية مع الأممالمتحدة بخصوص مكافحة المخدرات، وحصيلة الإنجازات التي حققها في استراتيجية المكافحة والتحديات التي يواجهها بلدنا بهذا الخصوص، ومدى الحاجة إلى التنسيق الإقليمي والجهوي والدولي لإعطاء فعالية ونجاعة أكبر لهذه الاستراتيجية. كما كشف الغطاء عن الجانب الخفي في هذا الملف، الذي يتعلق بالدور الجزائري، سواء من جهة تعطيل التنسيق المغاربي لمكافحة المخدرات والعمل على إبقاء الوضع على ما هو عليه، أو من جهة الضّلوع المباشر في تصدير نوع خطير من هذه المخدرات والمتعلق بالحبوب المهلوسة وكذا السجائر المهربة.