لأول مرة تُطرح مضامين عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كموضوع للنقاش في الجلسة الشهرية المخصصة لمساءلة السياسات العمومية للحكومة، حيث طرح فريق من المعارضة "مفهوم الدولة العميقة" في خطاب بنكيران كموضوع شهري بمجلس المستشارين. وحسب مصدر من داخل مجلس المستشارين فإن رئيس المجلس الشيخ محمد بيد الله توصل برسالة من فريق الأصالة والمعاصرة، يقترح من خلالها موضوع مفهوم الدولة العميقة في خطاب رئيس الحكومة، لجلسة المساءلة الشهرية المقبلة. وجاء اقتراح هذا الموضوع، بعد ما لوحظ استعمال رئيس الحكومة في مناسبات مختلفة لعبارة الدولة العميقة في خطابه السياسي مما يوحي بوجود مؤسسات هلامية موازية للمؤسسات والهيئات الدستورية للدولة المغربية، ولتفكيك طلاسم هذا الخطاب. وحسب نص الرسالة فإن الفريق البرلماني للبام بمجلس المستشارين يطرح الموضوع كتحد على رئيس الحكومة من أجل اختبار جرأته على مناقشة هذا الموضوع. ويذكر أن بنكيران غالبا ما يستعمل العفاريت والتماسيح للتعبير عن الدولة العميقة، التي يريد من خلالها الإشارة إلى مؤسسات داخل الدولة يزعم أنها تُعرقل خطواته الإصلاحية. وكان بنكيران قد قال خلال الملتقى الرابع للكتاب المجاليين لحزب العدالة والتنمية يوم الأحد الماضي ببوزنيقة "إن وجود المشوشين أمر طبيعي لأنهم ألفوا أن يكونوا وحدهم في الساحة يأكلون ويشربون ويغطون على بعضهم البعض، وأكد أن "المخلوضين" أصبحوا مسخرة، بسبب ما يروجونه من "تخربيق" لن يستمر لأن الحقيقة لا بد أن تظهر، ولا يمكن "للمخلوض" أن ينجح أو أن ينتصر. وأضاف بنكيران "لا يمكن أن نسكت على بعض الزعماء الغارقين في الفساد"، مضيفا أن الخصوم ينتظرون الفرصة للنيل من حزب "المصباح"، داعيا أعضاء حزبه إلى الاحتياط والورع عن أي شيء لا يدخل في إطار القانون حتى لا يتركوا للخصوم أي شيء يسودون به صورتهم وسمعتهم. وقال بنكيران خلال انطلاق قافلة المصباح التي نظمها الفريق النيابي للحزب إن " بعض الناس يظنون أن السياسة مكر وخديعة وإعلام مأجور وبلطجة ولكن هذا أمر غير صحيح، مبينا أن السياسة طريق للإصلاح، ولكن "فيها فخ يجب الحذر منه وهو ارتباطها بالمصالح والوجاهة والبروز في المجتمع"، مشيرا إلى أن الجميع تتنازعه هذه المعاني، لكن الأساس أن يبقى الأصل هو أننا ندخل السياسة من أجل الإصلاح. ادريس عدار