وجد الأمير مولاي هشام نفسه في موقف حرج، وذلك بعد أن صدر كتابه "يوميات أمير منبوذ" عن دار كراسيه لم يلق الاهتمام المطلوب، وحتى دار النشر وجدت نفسها قد دخلت صفقة خاسرة، لأن الكتاب لم يتجاوز حدود النخبة الفضولية، بل إن الكثير من تم الحديث إليهم أكدوا أنهم لم يتمكنوا من إتمام الكتاب نظرا لركاكته بل لاختلاف الأسلوب من فقرة إلى أخرى وكأنه كتبه مجموعة من الأشخاص تعلموا في الأمير كتابة المذكرات. كان الأمير مولاي هشام يعتقد أن بإصداره ليوميات الأمير المنبوذ سيحدث الضجة في المغرب، وربما يكون كتابه فاتحة "ثورة الكمون" التي يعتبر قائدها الافتراضي، وأن الحقائق التي أوردها في كتابه ستزلزل الأرض وسيسقط النظام وحده ليأتي الأمير فاتحا، ونسي الأمير من كثر ما نبذ نفسه خارج أرض الوطن، أن المغرب تغير لحدود لا يتصورها. ومما زاد من ضجر الأمير، الذي اختلطت عليه الألوان ولم يعد يحب لقب الأحمر، هو أن الذي احتفى بكتابه هم فقط البوليساريو والجزائر، حتى مجموعة من الصحفيين المغاربة المعروفين بموالاتهم له قلبوا له ظهر المجن. لكن وجد في الإعلام الجزائري ومرتزقة البوليساريو خير معين له على الدعاية لكتابه، الذي رفضه الإعلام الموضوعي، الذي يتعاطى بمنهجية مع كتابة المذكرات، ولا يمكنه أن يمارس الدعاية المجانية لكتاب تافه. من نماذج الاهتمام الزائد بكتاب مولاي هشام الاحتفاء به على صفحات صحيفة "ليبيرتي"، ولخصت الجريدة صفحات الكتاب وجمعت كل الاتهامات التي كالها للملكية وكذلك ما أسماه اعترافات من داخل القصر، لتقول للجزائريين "وشهد شاهد من أهلها". الجريدة أخطأت العنوان فليس مولاي هشام "من أهلها" وقد فضل أن يكون في صف الأعداء وبالتالي لا حجية لشهادته، بعد أن تأكد المهتمون أن الكتاب مجرد آلية لابتزاز الدولة خصوصا وأنه جاء مباشرة بعد المشاكل التي عرفها مشروعه العقاري بعين عودة، وكان يبحث عن تمويل، وأطلق العنان للكلام قبل أن يصدر الكتاب، يعني كان يقول إنه مستعد لحرق كتابه ولا يصدر أبدا مقابل نيله ما يريد. غير أن الملاحظة المهمة في هذا السياق، أن الأمير الذي يدعي دفاعه عن مشروع متكامل لإنقاذ المغرب لم يحتف به إلا أعداء الديمقراطية، فالبوليساريو معروفة أنها عصابة متورطة في نهب المساعدات الإنسانية وقيادتها موجودة في هذا الموقع لثلث قرن كامل، والجزائر لها ديمقراطية مسرحية حيث يتواصل رئيسها مع شعبه عبر السكايب.