أكد وزير الصحة لحسن الوردي أول أمس بالرباط، أن 14% من التلاميذ البالغين مابين 13 و 15 سنة حاولوا الانتحار مرة أو عدة مرات، كما أن نسبة 48.9% من الشباب البالغة أعمارهم 15 فما فوق عرفت اضطرابات نفسية، من قَبيل الأرق والقلق والاكتئاب، قائلا إنّ هذا الوضع "مخيف جدّا".و حسب دراسات لوزارة الصحة، فإن ستة عشر في المائة من الفئة العمرية 13-15 سنة يدخنون، و ثلاثون في المائة يتعرضون للعنف، وستة في المائة منهم سبق لهم أن تناولوا مشروبات كحولية، و4 في المائة تعاطوا موادّ مخدّرة. و قال في الملتقى الوطني الثاني حول الصحة المدرسية و الجامعية و تعزيز صحة الشباب المنظم نحت شعار" الصحة النفسية: معرفة و سلوك، أن شريحة التلاميذ و الطلبة و الشباب بصفة عامة تمثل 10 ملايين نسمة أي ما يعادل 30% من الساكنة، و تشير معطيات منظمة الصحة العالمية أنه في المغرب وكباقي دول العالم يعاني 20% من الأطفال و الشباب من اضطرابات نفسية كالاكتئاب و اضطرابات المزاج و الاضطرابات السلوكية، وأكد وزير الصحة إنّ الصحة النفسية والعقلية للتلاميذ تحظى بحيز مهمّ في خطة العمل الخماسية لوزارة الصحة، للفترة الممتدة ما بين 2012 و 2016. عرف هذا الملتقى توقيع لاتفاقيتين، الأولى: تتعلق بالكشف و التكفل بالمشاكل المتعلقة بضعف البصر، في الوسط المدرسي لدى تلاميذ التعليم الأساسي، و سيتم تنفيذ هذه الاتفاقية في مرحلتها التجريبية في منطقة مراكش تانسيفت الحوز، ليتم توسيعها لتشمل جميع مناطق المملكة في مرحلة ثانية. الاتفاقية الثانية: تهم تفعيل التغطية الصحية لفائدة المتدربين في معاهد التكوين المهني، بهدف تعزيز الوقاية و الكشف و التكفل المبكر بالأمراض و المشاكل الصحية. و أعلن وزير الصحة، الحسين الوردي، أنّ تعزيز الصحة النفسية سيكون الموضوع المركزي لبرنامج العمل البيْن قطاعي لسنة 2014، والتي تتشكل من 13 محورا، منها إدماج العيادات النفسية بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية، لتشمل 260 عيادة، والعمل على ضمان تخرّج 30 طبيبا للأمراض العقلية والنفسية، و100 ممرض مختصّ، كل سنة، وتخصيص ما يفوق 2 في المائة من ميزانية الدواء للأدوية النفسية والعقلية، أي ما يمثل 52 مليون درهم سنويا. وعبر الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية عن قلقه حيث قال: لا يخفى عليكم حجم و نوعية الأخطار المحدقة بالفضاء المدرسي و الجامعة الناجمة بالأساس عن تفاقم ظاهرة الإدمان و الانحراف الأخلاقي و التطرف و العنف و غير ذلك من الآفات الدخيلة عن المجتمع المغربي، و التي ما فتئت تهدد صحة و سلامة أطفالنا و شبابنا، و تعيق بشكل كبير مسلسل تحصيلهم الدراسي، لقد أضحى من الضروري التفكير في سبل الوقاية من هذه المعضلات، و تضافر الجهود من أجل توفير مناخ جامعي و دراسي و تحقيق التفوق هو الشغل الشاغل لأبنائنا و شبابنا، غايتنا في ذلك تكوين و إعداد رجال و نساء الغد. ويذكر أن هذا اللقاء جاء لتقييم خطة العمل المشترك بين القطاعات في مجال تعزيز الصحة المدرسية و الجامعية و صحة الشباب، و ذلك بعد مضي سنة على توقيع خطة عمل مشتركة تشمل خمسة قطاعات وزارية و هي: وزارة الصحة، وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني، وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و تكوين الأطر، وزارة الداخلية، و وزارة الشباب و الرياضة. لمياء الزهيري