شارك أزيد من 50 ألف شخص في مسيرة الغضب التي نظمها حزب الاستقلال أمس الأحد بشوارع الرباط احتجاجا على قرار رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الزيادة في أسعار المحروقات وتفعيل نظام المقايسة الجزئي، ورفع مناضلو حزب الاستقلال شعارات قوية في وجه بنكيران، داعين إلى التراجع عن كل القرارات اللاشعبية التي اتخذتها الحكومة والتي ضربت ما تبقى من القدرة الشرائية للمواطنين، وتقدم مسيرة الغضب التي انطلقت في حدود الساعة الرابعة والنصف مساءً من أمام المقر المركزي لحزب الاستقلال الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، إلى جانب إدريس لشكر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي الذي شارك في المسيرة تعبيرا عن تضامنه اللامشروط مع مواقف حزب الاستقلال، وكذلك في إطار تجسيد التحالف القائم بين الحزبين. وشهد عدد من قياديي حزب الاستقلال وكذلك أعضاء اللجنة التنفيذية في مقدمة المسيرة إلى جانب عدد من وزراء الحزب، إلى جانب قياديي الاتحاد العام للشغالين الذراع النقابي لحزب الاستقلال، وجاءت الشعارات التي تم رفعها بحمولة شعبية، حيث تم التعبير عن غضب الشعب من قرارات الحكومة التي تحولت إلى سيف يقطع رقاب الطبقات المسحوقة. وتم تخصيص 570 حافلة لنقل عدد من مناضلي الحزب والنقابة بجهة الرباط وسلا والغرب، ومدن أخرى كانت مشاركتهم رمزية فقط، خصوصا أن الحزب قرر تنظيم 56 مسيرة ووقفة في جل المدن المغربية، بما فيها العاصمة العلمية فاس التي يسيطر عليها حزب الاستقلال، وهي المسيرات التي رفعت شعارا واحدا وهو رحيل حكومة بنكيران. وأكد عادل بنحمزة الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، أن مسيرة الغضب الشعبي، هي رسالة قوية لبنكيران، ومجرد "بروفة"، للمستقبل، مؤكدا أن الحضور اللافت لمناضلي الحزب يؤكد وجود تذمر شعبي من قرارات الحكومة، وعشوائيتها في تدبير المرحلة الراهنة، وزاد بنحمزة قائلا، إن كل المؤشرات تدل على أن الحكومة الحالية ماضية في قراراتها اللاشعبية، لذلك لا مفر من مواجهتها في الشارع، مشددا على أن مسيرة حزب الاستقلال هي رسالة قوية وتعبير صادق عن الغضب الجماهيري، مضيفا أن حزب الاستقلال كان صائبا في قراره بالانسحاب من الحكومة، حتى يحافظ على مصداقيته وعلى رصيده التاريخي. في سياق آخر، وضع مجلس التنسيق بين حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي الخطوط العريضة لتحالف وصف بالشامل. وقال مصدر حضر اجتماع الإثنين الماضي، إن المجلس قرر القطع مع المبادرات الفردية فيما يخص التحرك ضد حكومة بنكيران، خاصة تنظيم مسيرات ووقفات من هذا القبيل، موضحا أن أي قرار سيتخذ باتفاق الحزبين، ولم يستبعد المصدر ذاته تنظيم مسيرة وطنية مشتركة، في وقت لاحق تكون بمثابة تدشين مرحلة جديدة من التحالف الحزبي، مؤكدا أن العمل المشترك سيشمل جميع الهيئات والتنظيمات، بما فيها فريقَا الحزبين بمجلسي النواب والمستشارين، متوقعا معارضة شرسة ضد حكومة بنكيران مستقبلا.