لم يحسم صلاح الدين مزوار في مسألة دخول حزب التجمع الوطني للأحرار، حكومة عبد الإله بنكيران الثانية في حال أصر حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، على الانسحاب من الأغلبية والالتحاق بالمعارضة، وحتى وهو يقول إن التجمع ليس عجلة احتياطية، فإنه أضاف أنه في حال تغيرت الشروط يمكن التفكير في الأمر. وتلاعب رئيس التجمع الوطني للأحرار بالكلمات خلال لقاء نظم يوم الثلاثاء الماضي ب"كلوب روطاري"، بالدارالبيضاء، فمن جهة رفض أن ينظر إلى حزب الأحرار كما لو أنه "عجلة طوارئ"، ومن جهة أخرى قال إنه في حال تم اسحتضار قوة الحزب وحضوره السياسي يمكن آنذاك التفكير في أي عرض للتحول إلى الأغلبية. وسعى مزوار إلى لعب الأشواط الإضافية وإطالة مسلسل التشويق الذي بدأه الطالبي العلمي ببيان أصدره مباشرة بعد صدور قرار حزب الاستقلال بالانسحاب، حيث اعتبر القرار شأنا داخليا للحزب، وحذر أي شخص من الحديث باسم التجمع ماعدا الناطق الرسمي أو رئيس الحزب. وكان واضحا من كلام مزوار أنه يحن لفترة توليه وزارة الاقتصاد والمالية، حيث تحسر على الوضعية الراهنة، كما غازل كثيرا من الفاعلين الاقتصاديين، وحتى حين قال مزوار إن "الأسباب التي جعلت الحزب يتخذ قرار الخروج إلى المعارضة، لاتزال قائمة"، فإنه لم يعلن عن موقف صريح يمكن أن يبنى عليه موقف سياسي. مزوار الذي أكد في معرض تدخله، أن حزب التجمع الوطني للأحرار، اختار المعارضة عن "اقتناع تام"، طرح ثلاث سيناريوهات من بينها إمكانية دخول الحكومة لو أن بنكيران احترم قوة التجمع، وهو الأمر الذي فهمه المراقبون على أنه سيلعب لصالح حزب الحمامة الذي لم يتأقلم حتى الآن مع وضعه الجديد في المعارضة والذي لم يتعود عليه، مما جعل كثيرا من المراقبين، يؤكدون أن مزوار ليس سعيدا بوضعه الجديد، وأن قرار شباط بالانسحاب من الحكومة يمكن أن يلعب لصالحه.