ظهرت العفاريت النفاريت والتماسيح والكائنات الأسطورية والخرافية في شوارع الرباط متحدية بنكيران، رئيس الحكومة، الذي ظل طوال مدة رئاسته للحكومة يتكئ عليهم ويقول إنهم هم من يعرقلون عمل الحكومة وسيرها العادي، وكلما تمت مواجهته بفشل التدبير الحكومي كلما تذرع بوجود العفاريت والتماسيح التي لم يتمكن من تسميتها في يوم من الأيام، وهي كائنات تنتمي إلى عالم غير واقعي وكانت في حاجة إلى فقهاء التعزيمات والتعاويذ لإخراجها، ولا ندري من أين أتوا به حتى خرجت أول أمس الأربعاء بشوارع الرباط. وتذكرنا في هذا الوقت رجل التربية الرائع أحمد بوكماخ صاحب "إقرأ"، وقصته "أحمد والعفريت" والتي يمكن تحويلها إلى بنكيران والعفريت : العفريت مختبئا وراء أحمد "أو أو أو أو...." أحمد يلتفت خلفه : ما هذا هذا ماذا ؟ العفريت : أنا عفريت، أنا نفريت أحمد : ماذا تريد يا عفريت؟ قرب عندي أرني وجهك تقرص أذني أخلع كتفك. ويمكن ببساطة إزالة أحمد ووضع بنكيران الخائف من العفاريت النفاريت مكانه. العفريت مختبئا وراء بنكيران "أو أو أو أو...." بنكيران يلتفت خلفه : ما هذا هذا ماذا ؟ العفريت : أنا عفريت، أنا نفريت بنكيران : ماذا تريد يا عفريت؟ قرب عندي أرني وجهك تقرص أذني أخلع كتفك. خرجت العفاريت النفاريت ولم تعد مختبئة ولم تعد مجهولة، والفضل يعود فيها إلى فقهاء دربهم الزمان وترقوا في مجال الأزمة. أول أمس الأربعاء خرجت مجموعات العاطلين واضعة أقنعة العفاريت والتماسيح في إشارة قوية إلى بنكيران، وأنها قادرة على الصمود وإزالة كتفه الذي هو الحكومة لأن بنكيران يعرف من أين تؤكل الكتف. وفي دلالات الحدث يتبين أن العفاريت التي يتحدث عنها بنكيران هي البطالة وهم مجموعات العاطلين، الذين كان بنكيران يبكي ويتباكى معهم أمام البرلمان أيام كان في المعارضة وكانت حكومة الفاسي تفاوضهم على بضعة مناصب تصل بعض الأحيان إلى العشرات، ويوم وصل إلى رئاسة الحكومة قال لهم "ماكاينش التوظيف المباشر" ومن أراد ذلك فليبحث عن رئيس حكومة غيري. وتبين أن العفاريت هي الأسعار الملتهبة التي تسببت فيها حكومة بنكيران وليس شخصا آخر حقيقيا أو خرافيا، وتبين أن العفاريت هي الضرائب التي برعت حكومة الإسلاميين في إنتاجها بدل إنتاج الثروة.