دعا اتحاديون الكاتب الأول المنتخب إدريس لشكر صراحة إلى التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة لتأسيس جبهة حداثية قادرة على الدفاع عن قيم المواطنة والتعدد وتكريس الحريات. وقال بيان صادر عن "تيار اولاد الشعب" بعنوان "لا ازدواجية في التحالفات بعد المؤتمر التاسع"، إن تحالفات الحزب يجب أن تكون واضحة ومؤسسة، داعيا لشكر إلى "التوجه نحو بناء قطب حداثي شعبي كشرط لإعطاء النص الدستوري مدلولا يضمن للميثاق الاسمي للأمة المغربية وضوحا قيميا ويضمن للوطن تخطي صدمة التحديث" وشدد الاتحاديون الغاضبون على ضرورة مواصلة النضال الشعبي لترسيخ ثقافة الديمقراطية قصد تأهيل المجتمع للانخراط الفعلي في تكريس المشروع الديمقراطي الحداثي التنموي، مؤكدين أن هذا القطب القائم على تحالف تاريخي يجمع بين الاتحاد الاشتراكي والأصالة و المعاصرة سيشكل دفعة قوية لإقلاع الفكر السياسي المغربي عن إدمان "خرافة الأساطير" وإعادة الاعتبار لمفهوم المناضل الإنسان المنفتح المتميز بقناعاته وتشبعه بقيم ومبادئ الحداثة والمستعد للتضحية من أجل مجتمع الديمقراطية والحداثة، مشددين على أن سياسة التحالفات يجب أن تتجه إلى جمع شتات الحركة الحداثية على أسس جوهرية فكرية وسياسية هدفها تحقيق قفزة نوعية ستنطلق وجوبا من التحالفات السياسية القادرة على كسب معركة الديمقراطية والحداثة التي حسم فيها المؤتمر الوطني التاسع. في سياق متصل، أجمع عدد من الاتحاديين ختاما، على حساسية المرحلة التي يمر منها الحزب والتي تتطلب نوعا من الشفافية والتصالح مع الذات، وقالوا إن أول خطوة يجب أن يقوم بها الكاتب الأول الجديد هي تقديم استقالته من نيابة مجلس مدينة الرباط حتى يدشن الاتحاد لما أسماه هؤلاء، "مرحلة الفرز القيمي الواضح سياسيا" . وكشفت المصادر ذاتها، أن تسويق بضاعة اليسار، لم يعد مجديا في ظل مجموعة من التقاطعات التي تسم المرحلة الحالية، حيث يمارس الاتحاد الاشتراكي المعارضة الدستورية، كما أنه حسم الجواب عن سؤال الإصلاح الدستوري بالتصويت بنعم، عكس تيارات يسارية أخرى اختارت مقاطعة الاستفتاء على الدستور، موضحين أن أي محاولة لتجميع اليسار سيكون مآلها الفشل، لكون التوجهات التي حكمت نضالات الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي لم تعد ممكنة في مغرب اليوم، بعدما وافق الاتحاد على المشاركة في تدبير الشأن العام، إما قائدا للمرحلة أو مشاركا فيها، مشيرين إلى أن الاختلاف مع باقي مكونات اليسار "الرافضة" يظل اختلافا جوهريا وعميقا، ليس من حيث "الجذور" الفكرية التي قد تبقى صامدة، ولكن من حيث تطور المواقف السياسية من العقد الاجتماعي الجديد الذي ساهم فيه حزب القوات الشعبية وأقرته أجهزته. وقالت المصادر إن توحيد اليسار الحداثي لا يجب أن يتحول إلى حالة انفصام سياسي داخلي، بل لابد أن يرتبط بمدى استعداد أسرة اليسار للقيام بالمراجعات السياسية الضرورية.