نبه فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب إلى مخطط توظيف واعظات دينيات من طرف بعض الجهات والجمعيات لغسل الدماغ من داخل المساجد، مؤكدا أن بعض الواعظات الدينيات يمارسن أشياء أخرى غير الإرشاد وتحولن إلى مفتيات في الدين الإسلامي بدل المجلس العلمي الأعلى، عوض تقديم الاستشارات الدينية بخصوص الصلاة والوضوء والأمور الأخرى المرتبطة بأمور العبادة. وأضاف فريق التجمع الوطني للأحرار في تدخله في جلسة عمومية بمجلس النواب أول أمس الإثنين أن هناك مجموعة من النساء اللواتي يدخلن إلى المساجد للاستماع إلى الوعظ ويخرجن باكيات بسبب الخطاب الترهيبي وكلام عن عذاب القبور وأشياء أخرى. من يراقب هؤلاء الواعظات، مؤكدا أن بعض الدروس التي تقدم في هذا الإطار لا علاقة لها بالمذهب المالكي وأن بعض الجمعيات تستغل الواعظات لتمرير نوعية من الإرشاد والأفكار في إطار محاربة الأمية. وجوابا على هذا التخوف أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق أنه لا يجب التعميم في هذا الإطار، مؤكدا مقابل ذلك أن وزارته ليست لديها مراقبة يومية في هذا المجال، وأن تغليب الترهيب على الترغيب ليس من المذهب المالكي الذي يعتمده المغرب وليس من أخلاق المغاربة، مضيفا أنه في العالم الإسلامي كله هناك من يميل لهذا النوع من الوعظ الذي أكد التوفيق أنه غير مقبول مؤكدا مقابل ذلك وجود واعظات معتدلات. يذكر أن مجموعة من المتدخلين في إطار ندوة حول موضوع "المذهب المالكي وجهود علمائه" والتي نظمت مؤخرا بتطوان أكدوا تشبث المغاربة٬ من مختلف الفئات والطبقات٬ بالمذهب المالكي لتدبير أمورهم الدينية والدنيوية ومنهجا وسلوكا في الحياة. مشيرين إلى أن المسؤولية ملقاة الآن على عاتق علماء المغرب للتعريف برواد المذهب الملكي الذين كانوا عبر قرون من الزمن قلعة علمية شامخة للدفاع عن الدين الإسلامي ومنبرا فكريا للدفاع عن السلوك الديني الوسط، عقيدة وسلوكا ومعرفة حفاظا على وحدة الأمة الإسلامية من الغلو والتطرف الفكري. وأن المذهب المالكي شكل في المغرب على مدى 12 قرنا أحد المكونات والمقومات الرئيسية للهوية المغربية بعد أن اقتنع به المغاربة على مختلف مستوياتهم مذهبا وفكرا وسلوكا٬ كما شكل المذهب المالكي أيضا على مدى عصور من الزمن وإلى يومنا هذا جزءا لا يتجزأ من كيان المغاربة وشخصيتهم وهويتهم الدينية ورمزا للوحدة الفكرية والعقائدية والسياسية.