يستعد أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح واللاجئ الاقتصادي لدى مراكز الدعوة الوهابية لمدة ست سنوات، إلى العودة إلى رئاسة الحركة من جديد. وأكدت تحريات عديدة أن القضية لا تتعلق برغبة أبناء الحركة ولكن تدخل في إطار مشروع كبير تم التخطيط له طويلا وشرع الريسوني في تنفيذه، وغير مستبعد تدخلات عديدة لتثبيت الريسوني على رأس الحركة. وفي هذا السياق جاءت زيارة أحمد بن عبد الرحمن الصويان، رئيس تحرير مجلة البيان الوهابية وأحد أدرع مراكز الدعوة الممتدة شرقا وغربا. لقد غادر الريسوني حركة التوحيد والإصلاح حاملا غصة وصفه من طرف الدكتور الخطيب ب"الغبي"، غير أنه عاد اليوم بعد أن حقق هدفا مرسوما في وقت سابق منذ بداية التسعينيات قصد ترميز بعض القياديين من رابطة المستقبل الإسلامي، ولقد اشتغلت الآلة الإعلامية داخليا وخارجيا من أجل صناعة الريسوني الجديد تلميذ الشيخ القرضاوي، وتم منحه حيزا كبيرا في وسائل الإعلام المدعومة من الوهابية المالية، فجمع بين تأثير الوهابية العقائدية والأكاديمية والسياسية والمالية. فالتحقيق حول مجموعة من المعطيات أشار إلى أن مراكز الدعوة الوهابية مارست وتمارس ضغطا من أجل وضع الريسوني على رأس الحركة، باعتباره أحد أبرز القادة الذين جاوروا شيوخها لمدة طويلة وبالتالي فهو يعتبر موفدها إلى المغرب ورجل ثقتها في المغرب. وقد بدأ الصراع على اليوم النفوذ داخل التوحيد والإصلاح بعد أن كانت الهيمنة قد استقرت لفائدة أبناء حركة الإصلاح والتجديد، وقد يتم اقتسام النفوذ من خلال أبناء رابطة المستقبل الإسلامي الذين سيعودون لقيادة الحركة عن طريق الريسوني باعتباره تمشيخ وهابيا وأبناء الإصلاح التجديد يقودون الحزب مع تبادل للمواقع هنا وهناك وأن يأخذ كل طرف حصته الوافية من الوزارات، وقد يخلق ذلك بعض المتاعب لبنكيران.