انتفضت قيادات حزب العدالة والتنمية الوطنية منها والمحلية ضد عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب، وذلك على خلفية ما أسموه التدخلات اللاقانونية لهذا الأخير في شؤون منح التزكيات مخالفا بذلك إرادة المناضلين المعبر عنها من خلال الجموع العامة، وفي كل يمر يشهر الورقة الحمراء في وجع أعضاء الحزب ويرفع الفيتو ضد أي ترشيح لا يعجبه ولا يخدم مصالحه، وشعر سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني للحزب، بأن بنكيران استغلفه حيث لما عاد من تونس التي زارها بقصد تقديم التهاني لحزب النهضة الإخواني بالفوز بانتخابات المجلس التأسيسي وجد بنكيران قد قلب اللوائح رأسا عن عقب عكس ما تم الاتفاق عليه ببوزنيقة. ففي الدائرة الانتخابية سيدي البرنوصي انحاز بنكيران لرفيقه محمد يتيم، ضدا على إرادة الجمع العام الذي قرر منح التزكية لعبد الغني المرجاني كوكيل للائحة حزب المصباح، وقد تصدى عبد المجيد العديلة كاتب فرع الحزب لتدخلات بنكيران، وقد عقد اجتماعا يوم 31 من الشهر الماضي رفقة القيادي عبد العزيز العماري عبروا من خلاله عن تذمرهم من هذه التصرفات. وللتذكير فإن محمد يتيم لا يتوفر على حظوظ للفوز بالدائرة في الانتخابات التشريعية المقبلة خصوصا وأنه غير مساند من قواعد الحزب، كما أن هيئات الحزب المحلية قررت عدم دعمه بل الدعاية ضده. وفي نفس الإطار استدعى عبد الإله بنكيران أعضاء الحزب بالحاجب ومارس عليهم كل الضغوط قصد تزكية عبد الصمد الإدريسي، محامي السلفية الجهادية قصد استمالة أصوات هذه الفئة، وقام بنكيران بإخبارهم بالقرار المذكور دون إذن من أحد ولا معرفة موقف المناضلين بالحزب الذين قرروا في جمع عام اختيار وكيل للائحة، لكن بنكيران كان له صوته وقال لمناضلي الحزب مصلحة الحزب فوق كل اعتبار. وتبين أن بنكيران سائق متهور حتى في المنعطفات الأخيرة، ومما يعزز هذا الكلام أنه اتصل بعبد الجبار القسطلاني بإيعاز من لحسن الداودي، قصد ترشيح القاضي المطرود جعفر حسون كوكيل للائحة المصباح بتارودانت بدلا من حسن أوريش الكاتب المحلي للحزب الذي اختارته القواعد الحزبية من خلال جمع عام. وأصر بنكيران على ترشيح سعيد خيرون بدائرة العرائش معاكسا بذلك إرادة الناخبين، مع العلم أنه غير مقبول في الدائرة، وقد هدد مناضلو الحزب بالالتحاق بحزب النهضة والفضيلة أو دعم البقالي مرشح حزب الاستقلال. وفي الرباط المحيط اختارت القواعد الحزبية عبد اللطيف بنيعقوب وكيلا للائحة حزب المصباح، وفوجئ الجميع بعد أن تم وضع رضى بنخلدون القيادي في الحزب وكيلا للائحة. ولم ينحصر غضب أعضاء الحزب على القيادات المحلية بل شمل أيضا القيادات الوطنية، إذ ظهر بنكيران بمظهر الدكتاتور الحزبي الذي يتخذ القرارات بشكل انفرادي، ومن جملتهم العثماني الذي أشرنا إلى استغفاله من طرف بنكيران.