قرر قاضي التحقيق باستئنافية أكادير إطلاق سراح الحسين بورحيم رئيس جماعة تنزرت بإقليم تارودانت الذي كان قد اعتقل قبل أسبوعين على خلفية ملف احتجاز أستاذ التربية الإسلامية عبد الله ناصر لأكثر من خمس سنوات، وتم إطلاق سراح بورالرحيم والثلاثة الآخرين الذين اعتقلوا معه في الملف في انتظار استكمال التحقيق وكشف مزيد من الحقائق، والتعتيم الذي لف الملف منذ البداية. وقال الأستاذ عبد اللطيف وهبي المحامي بهيئة الرباط ودفاع الحسين بوالرحيم، إن الملف لازال في التحقيق وقد يكشف عن مزيد من المفاجآت في ظل تناسل المعطيات التي تؤكد أن القضية هي عبارة عن قصة مفبركة تم نسج أحداثها في جنح الظلام وبمساعدة مجموعة من الأشخاص، مشيرا إلى أن القضية تحكمها في نهاية المطاف خلفيات سياسية، خصوصا أن تفجيرها جاء على بعد أيام من الانتخابات التشريعية المقررة يوم 25 نونبر المقبل. وكانت عائلة بوالرحيم قد شككت في كل الروايات التي تم الاستناذ عليها في اعتقال بورالرحيم ومن معه، على اعتبار أن هناك أكثر من دليل يدين الضحية نفسه، خصوصا شهادة أحد الأشخاص الذي أكد أن الأستاذ عبد الله ناصر كان دائم التردد ولمدة سنتين على منزل بسيدي البرنوصي بالدارالبيضاء. وأبدت عائلة رئيس جماعة تنزرت ثقتها من براءة أبيها، وهو الأمر الذي جعلها تتحرك في أكثر من اتجاه لاستجلاء حقيقة ملف ذو أبعاد سياسية. وأوضح الأستاذ وهبي أن جانبا من الحقيقة سيتم استجلاؤه من خلال سير التحقيقات، مبديا أمله في أن تنكشف كل خيوط المؤامرة التي قال إن موكله ذهب ضحيتها. واعتبرت مصادر مقربة من أسرة بوالرحيم أن تحويل الملف إلى قضية رأي العام، وتسليط كثير من الضوء على الأستاذ الضحية انعكس سلبا على سير التحقيقات منذ البداية، قبل أن تبدأ الأمور في أخذ مجراها الطبيعي مع استرسال التحقيقات، مشيرة إلى أن كثيرا من الأدلة كانت تورط الأستاذ ومن كانوا وراءه، وقالت المصادر إن ما يؤكد هذا الطرح، هو أن القبو الذي اكتشف فيه الأستاذ الذي قالت المصادر ذاتها إنه هارب من حكم قضائي في قضية اختلاس، كان مفتوحا للجميع ويوظف لوضع بقايا روث البهائم على حد تعبيرها، موضحة أن أي كائن كيفما كان نوعه لا يمكن أن يعيش خمس سنوات على الخبز الجاف والماء، وهو ما ستؤكده الأبحاث الجارية خصوصا الخبرات الطبية التي تم إنجازها، كما أكدت المصادر ذاتها أن طول لحية الأستاذ لا تعكس المدة التي قضاها معتقلا، إلى جانب أنه لا تظر على عنقه ويديه أثار الاعتقال بسلاسل حديدية، مشيرة إلى أن الخيوط المتشابكة لهذه المؤامرة تتجمع كلها في أيدي من حاول توريط الحاج الحسين بو الرحيم بهدف إبعاده عن المنطقة بأي طريقة وبأي ثمن وفق ما أكدته المصادر ذاتها، مشيرة إلى أن دوافع هذه المؤامرة أصبحت واضحة للعيان وهي القضاء على الحاج بو الرحيم وإبعاده عن الساحة السياسية في هذا الظرف الدقيق بالذات.