كل المؤشرات تدل على أن الملك محمد السادس أخذ المبادرة لمحاولة رأب الصدع بين دول الخليج وإنهاء الخلاف القائم بين السعودية والإماراتوالبحرين من جهة ودولة قطر من جهة أخر وإنهاء الحصار المفروض على هذه الأخيرة وبالتالي سحب البساط من تحت أرجل إيران وتركيا اللتان تحاولان استغلال الأزمة لتحقيق مكاسب جيو-استراتيجية بالمنطقة. مصادر مطلعة أوضحت، في إفادات لموقع "أندلس برس"، أنه بالرغم من العلاقات الشخصية القوية التي تجمعه بحكام دولة الإمارات العربية خاصة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، قرر العاهل المغربي إرسال طائرات محملة بمواد غذائية إلى دولة قطر. وأوضح المغرب أن هذه الخطوة تأتي "تماشيا مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وما يستوجبه خاصة خلال شهر رمضان الكريم من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية، مصداقا للآية الكريمة +شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ+". بالموازاة مع هذا القرار، أرسل العاهل المغربي مبعوثا خاصا إلى دولة الإمارات لتوضيح الموقف المغربي، حيث استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مساء الاثنين بقصر البطين بأبوظبي، ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي. وأبلغ ناصر بوريطة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ، رسالة شفوية من الملك محمد السادس، لم يكشف عن فحواها لكن وزارة الخارجية أوضحت في بلاغ لاحق أن الممكلة المغربية أكدت أن "موقفها من الأزمة القائمة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وممكلة البحرين ومصر وبلدان عربية أخرى من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى، نابع من المبادئ الواضحة التي تنبني عليها السياسة الخارجية للمملكة". أطراف غير عربية تحاول استغلال الأزمة لتعزيز تموقعها وأضافت وزارة الشؤون الخارجية في بلاغ لها، أن هذا الموقف "لا يمكن ربطه بأي حال من الأحوال مع مواقف أطراف غير عربية أخرى، تحاول استغلال هذه الأزمة لتعزيز تموقعها في المنطقة والمس بالمصالح العليا لهذه الدول"، في إشارة إلى إيران وتركيا. "فالمغرب، يضيف البلاغ، لا يحتاج إلى تقديم دليل أو تأكيد على تضامنه الموصول مع الدول الخليجية الشقيقة، انطلاقا من حرب الخليج الأولى، ومرورا بدعمه لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، ثم قطع علاقاته الدبوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تضامنا مع مملكة البحرين، وأخيرا مشاركته في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، حيث سقط شهداء مغاربة اختلطت دماؤهم بدماء إخوانهم في الخليج". وخلص البلاغ إلى أن الهاجس الرئيسي للمغرب يبقى هو تدعيم الاستقرار في هذه الدول، وليظل مجلس التعاون الخليجي محافظا على مكانته المتميزة، كنموذج ناجح للتعاون الإقليمي.