تعد مدينة الزهراء بحق أحد المعالم الكبرى لفترة الخلافة في الأندلس الإسلامية، غير أن هذا الصرح الذي كان عبد الرحمان الثالث يتوخى أن يصبح رمزا لعظمة وازدهار الدولة على عهده، لا يحظى في الوقت الحاضر بنفس الاهتمام والتعريف مثل المسجد الجامع في قرطبة أو قصر الحمراء مثلا. ولذلك، يجتمع خبراء دوليون من أنحاء شتى لعرض آخر أبحاثهم حول حقبة الخلافة الإسلامية وتأثيرها الجغرافي في النسخة الثالثة من دورة الصيف (مدينة الزهراء: تاريخ وآثار الأندلس) التي تقام في متحف مدينة الزهراء من 5 إلى 10 يوليو المقبل. وفي تصريحات للصحافة، قالت امالكولادا لوبيث، المديرة العامة للمتاحف وتشجيع الفنون، إن هذه الدورة تمثل نقطة انطلاق وتأهيل لدارسي تلك الحقبة التاريخية الثرية، حيث أنها تمكنهم من تبادل المعارف حول الأوضاع الحالية لذلك المركز الأثري. وأوضحت أن تلك الدورة سمحت في نسختها الماضية بتكوين شبكات تعاون للباحثين والمتخصصين والمؤسسات رفيعة المستوى التي توجه مساعيها لدعم مشروع ترميم وإحياء مدينة الزهراء لتصبح من أهم مراجع التراث الثقافي على الصعيدين المحلي والدولي. كما أضافت أن تلك الدورة ستسمح للمشاركين بأن يطلعوا على "نظرة متكاملة" للتاريخ والآثار في إقليم الأندلس مع التركيز على مدينة الزهراء باعتبارها مهدا لإظهار نفوذ ومكانة نظام الخلافة الذي وضعه عبد الرحمن الثالث. وتقام هذه الدورة بالتعاون من الإدارة الثقافية بالأندلس وجامعة قرطبة ومؤسسة البيت العربي والمعهد الدولي للدراسات والعالم الإسلامي والمعهد العالي للأبحاث العلمية، وهي المؤسسات التي يلزمها القيام بمجهود أيضا في سبيل التعريف الموضوعي بهذا التاريخ المشرق مثلما يتم ذلك بالنسبة لحق سابقة للوجود الإسلامي أو لاحقة له.