بعدما تفجرت فضيحة تعرض طفل يبلغ من العمر 6 سنوات بمدينة مكناس، إلى كل أنواع التعذيب والترهيب النفسي والجسدي، إلى جانب هتك عرضه بطريقة وحشية باستعمال عصا "الكراطة"، من قبل كفيلته خلال الشهر المنصرم، تم البدأ في التحقيق، لمعرفة ملابسات الحادث. وقالت "الأخبار" في قصاصتها إن المتهمة تتابع في حالة اعتقال احتياطي بسجن تولال 3، بعدما سبق لوكيل العام للملك أن أمر باعتقالها على ذمة التحقيق وتعميق البحث معها، في حين دخلت فعاليات مدنية على الخط، وتحركت بمجرد صدور تقرير طبي، يظهر خطورة الندوب والاصابات التي تعرض لها الضحية "أيمن"، بعد تم عرضه على لجنة طبية متخصصة، إذ كشفت تقاريرها عن إصابته ب"حروق من الدرجة الثالثة، وجروح وتعفنات في مناطق حساسة من جسمه". وانصب البحث الأولي في هذه القضية تضيف الجريدة، حول ظروف تعرض الطفل "أيمن" لانتهاك العرض والتعذيب داخل بيت المتهمة، وكذا ظروف السماح للأخيرة بالتكفل به، بالرغم من رفض "مركز الأمل" بمستشفى الغساني بفاس هذا التبني في بداية الأمر سنة 2012، لعدم توفر الشروط القانونية الكافية للتبني، قبل أن تلجأ إلى المحكمة الابتدائية بفاس التي قضت بالسماح لها بتبنيه في 29 ماي 2013. ووفق التحريات المستقاة من التحقيق في هذا الملف، فإن الضحية ظل يتعرض ل"أشكال العنف والتنكيل، وممارسات سادية من قبل كافلته التي تشتغل في مصلحة كتابة الضبط بالمركز القضائي لمدينة إيفران". وأبرزت الجريدة، أن المسؤولة عن روض الأطفال الذي كان يتردد عليه الطفل بحي المنصور بمكناس، هي من فجرت هذه الفضيحة، بعدما ظلت تلاحظ وجود ندوب وجروح بأطرافه الخارجية من حين لآخر، قبل أن تصاب بالصدمة في المرة الأخيرة، عندما عاينت تورمات على وجهه وتعفنات خطيرة في أنحاء مختلفة من جسده بمجرد نزع ثيابه، مع أنه رفض في بداية الأمر الكشف عن أطرافه خوفا من أن يتعرض لانتقام ما، قبل أن تتم طمأنته ويكشف عن فداحة الجروح التي تعتري جسده الصغير، بالرغم من لجوء المتهمة إلى تغطيتها بمادة البلاستيك لإخفاء ما يمكن إخفاؤه. وأكدت "الأخبار"، أن الضحية عُرض على طبيب نفساني، فأكد إصابته باضطرابات نفسية، ما استوجب إخضاعه للمراقبة الطبية بالجناح الخاص بالأطفال المتخلى عنهم بمركز "العش" الكائن بالمركز الاستشفائي محمد الخامس بمكناس. وبحسب ما نقل عن "مركز العش"، استنادا إلى التقارير الطبية تستطرد الجريدة، فإن المتهمة "ظلت تمارس على الطفل أشكالا سادية من التعذيب، بهتك عرضه عن طريق إدخال عصا في شرجه، وكذا غلي الحليب وصبه على جسده"، كما أظهر البحث أن "الحاضنة كانت تكوي الطفل" ما خلف ندوبا وعاهات أشارت إليها تقارير لجنة طبية، في حين تمت مصادرة الأدوات التي استعملت في التعذيب، منها العصا والمكسحة (الكراطة)، التي استعملتها المتهمة في هتك عرض الطفل، اللتين عُرضتا على المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية لإجراء خبرة. و